لماذا وإلى أين ؟

الدرويش: بيع الشهادات الجامعية حالة معزولة

أثارت فضيحة “السمسرة في الشواهد الجامعية”، والتي اعتقل على خلفيتها أستاذ جامعي بكلية الحقوق ابن زهر بمدينة أكادير و6 آخرين، الكثير من السجال.

وأثار هذا الموضوع الكثير من الجدل، خاصة أن الأمر يتعلق بأستاذ جامعي ومسؤول محلي بحزب الاتحاد الدستوري خلق لنفسه شبكة علاقات نافذة من خلال تكوين “المنظومة الجنائية والحكامة الأمنية” خصص لأصحاب النفوذ وأبناء المسؤولين والأعيان وبضعة طلبة من أبناء الفقراء لدرء الشبهات، قبل أن يتحول التكوين إلى “ماستر خاصة بالنافذين”، وفق ما كشفته مصادر لـ”آشكاين”.

وتساءل المتتبعين عن تأثير تواتر هكذا على منظومة التعليم العالي والبحث العلمي التي ما زالت تعاني من الكثير من الإشكالات والأعطاب، وما إذا كان الأمر ظاهرة عامة بنيوية متنامية، أم حالات معزومة في بعض الكليات ومؤسسات التعليم العالي وفقط.

محمد الدرويش رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين، يرى أن “ما حصل بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة ابن زهر باكادير لا يمكن بأي حال من الأحوال ان نصفه بالظاهرة، حيث أن الظاهرة هي ما يتكرر في الزمان و المكان، و الحال اننا امام ” تصرف طائش” لأستاذ باحث كما هو حال البعض القليل من الاساتذة و الموظفين ممن ضبطوا متلبسين بأفعال بلغت حد الجرائم، و قد قال القضاء في حقهم كلمته، و منهم من قضى عقوبته و منهم من ينتظر”.

و ناشد الدرويش بـ “عدم التفصيل في حالة استاذ حقوق اكادير فالملف بيد القضاء، والأبحاث جارية في الموضوع، والأستاذ معتقل على ذمة التحقيق وستة اشخاص اخرين متابعين في حالة سراح، لكل ذلك من الأخلاق ترك القضاء يقوم بعمله، و ريثما يتم الحكم النهائي وتتضح الصورة بوضوح لا بد من العودة لموضوع المتهم بتفصيل”.

وفيما يخص تأثير هكذا وقائع على منظومة البحث العلمي، شدد رئيس المرصد الوطني لمنظومة التربية والتكوين على أن “هاته الممارسات مروفضة بل ومدانة، لأن الاستاذ الباحث وجب أن يتصف ممتهنها بالكفاءة العلمية وبالأخلاق العالية و النزاهة الفكرية و التواضع و القدرة على التواصل مع زملائه و طلابه و الالتزام بمقتضيات أخلاق العلماء و العارفين و له القدرة على التفريق بين مكان عمله و مكان سكناه و مكان ميولاته و رغباته و قبل ذلك و بعده لابد ان يكون الاستاذ الباحث يعيش حياة كفاف على قدر ما يملك بلا زيادة و لا نقصان و بأخلاق العفاف عن الزنا و عن الكسب و الرزق الحرام”، على حد تعبيره.

وأضاف ذات المتحدث أن “الأساتذة الباحثون ليسوا أنبياء و لا ملائكة لكنه وجب ان يتميزون عن غيرهم بما سبق وهو ما يجعل منهم حقيقة نخبة المجتمع و لنا في تاريخ التعليم العالي المغربي نماذج كثيرة شكلت مثالا في الاخلاق والوطنية و الإنتاج المعرفي والعلمي في كل المجالات نذكر منهم محمد عابد الجابري و محمد جسوس و احمد السطاتي و محمد الخمار الكنوني و محمد زنيبر و عزيز بلال و فتح الله ولعلو و عبد القادر باينة و عبد الرحمان القادري و غيرهم كثر في كل المجالات إذ لا بد كذلك من الاعتراف بأن هناك اسماء شابة وأخرى من الجيلين السابقين أساتذة باحثين و مسؤولين اليوم في كل مؤسسات التعليم العالي و البحث العلمي وهي أسماء نعتز بها و بقدراتها العلمية و بأخلاقها العالية في التدريس و البحث”.

واعتبار لكل ذلك، خلص الدرويش إلى “عدم التعميم، لأن ما حصل حالة و قد تكون هناك حالات اخرى، مع التنبيه الى ان بعض كليات الحقوق تتصدر هاته الحالات و تليها بعض كليات الاداب ثم بعض كليات العلوم و بعض مؤسسات الاستقطاب المحدود، كما لنا بعض الحالات تختلف من حالة الى اخرى مع عدم التعميم طبعا، و كل هاته الحالات تمس اما الجنس وإما المال وإما السلطة وإما الجاه و إما الوظيف، وقد تجتمع في حالة و تتشتت على اخرى…

و للحد من هذه الحالات، شدد ذات المتحد على ضرورة “تحمل الجميع مسؤوليته اولا الاستاذ الباحث نفسه والوزارة الوصية ورئاسات الجامعات والعمداء و المدراء والنقابة الوطنية للتعليم العالي والمجتمع المدني المختص و الاعلام والنيابة العامة في آخر المطاف في حالة فشلت كل هاته الجهات، كما يجب تحصين مهنة الاستاذ الباحث ومراجعة مستعجلة للقوانين المؤطرة و الهياكل الجامعية وتوفير ظروف العمل و البحث العلمي والبحث عن بدائل تساعد على الرفع من مستوى الجامعة و الجامعيين ، ومراجعة طرق توظيف الاستاذ الباحث و اللجن المشرفة على ذلك ، فما يحصل في بعض اللجان محرج جدا و يسائل الجميع”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

12 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
علي علي
المعلق(ة)
18 مايو 2025 21:15

لآ اسي الدرويش بيع الدبلومات في جامعة ابن زهر ليس حالة معزولة بل موجودة ومنتشرة في كل جامعات المغرب اما بطريقة أو بأخرى:الدبلوم مقابل المال أو مقابل الجنس أو محاباة للحصول على امتياز من نوع آخر أو لتقديم خدمات لافراد العائلة والحاشية والمقربين والزبناء. الأسبقية تكون لافراد العائلة لجل الأساتذة الذين يدرسون هذآ الماستر أو ذاك ويتم تدريحه ببعض العناصر القليلة درءا لاية شكوك ؛ فالكثير من الأساتذة الجامعيين يستغلون طلبة الماستر أو الدكتوراه في تقديم خدمات:تصحيح أوراق الامتحانات أو خدمات عينية أو جنسية.كثيرةهي الفضائح انفجرت في هذه الجامعة أو تلك ولكن التحقيقات لم لم تأخذ مجراها حتى النهاية.

كمال
المعلق(ة)
18 مايو 2025 14:55

جريمة قتل حينما تقع فهي حالة معزولة….
….الاغتصاب حالة معزولة ..
….

نهب المال العام حالة معزولة..

محمد
المعلق(ة)
18 مايو 2025 12:26

حالة معزولة يعني ما وقع والو. Circulez passez votre chemin …..اصحاب هكدا منطق لا تترجوا منهم خيرا..فلو تم قتل نفس لقالوا حالة معزولة..لو احتل جزء من البلد لقالوا حالة معزولة. لو فجر إرهابي قنبلة لقالوا حالة معزولة..

Driss
المعلق(ة)
18 مايو 2025 11:31

أستاذ، هي ظاهرة معروفة و متفشية بكليات العلوم القانونية و الاقتصادية خصوصا بسلك الماستر و الدكتوراه حيث يؤدى عن التأطير و حتى البحث. و ليس باكادير و حدها، فمراكش و العديد من المدون تفوح رائحتها منذ زمن.
يتحمل رؤساء الجامعات و العمداء كامل المسؤولية لأنه يقال الكثير من طرف الطلبة و بعض الأساتذة و لا يحركون ساكنا إن لم يكونوا متواطئين كما هو الحال باكادير. البحث القضائي سيعرض العديد من المسؤولين.

احمد
المعلق(ة)
18 مايو 2025 11:11

خلص الاستاد الذي اشرق علينا بطلعته البهية في هذا المقال الى القول (ان ما يحدث في بعض لجان البحث محرج جدا ويسائل الجميع)، وهذن الخلاصة وحدها تندر بان هناك افعال سارية تمس بالبحت العلمي وبنزاهة اللجان، ويعرفها البعض ان لم تكن في علم الجميع، لذا لا نحتاج في هذه الواقعة لمن يعطينا دروسا في الوعض والنزاهة والاستقامة، بل نحتاج لم يطرح علينا تصورات ومقتراحات جريئة لمحاربة هذه الظاهرة التي انكرها صاحب التصريح كظاهرة واعترف بوجودها في الاخير.

ملاحظ
المعلق(ة)
18 مايو 2025 09:56

أغلب المؤسسات التعليمية *تغش*أو تبيع الشواهد…في التعليم الخصوصي ينفخون في نقط التلميذ لكي ترتفع نسبة النجاح فتسوق العملية على انها بسبب جهود المؤسسة…الأغنياء يوفرون مبلغا محترما من المال لتدريس ابنائهم في القطاع الخاص أو حتى خارج الوطن-كما فعل وزير التقاشر -الذي صرح أمام الكاميرات ان*ابنه عندو 2دبلومات جابهوم من كندا لان باه عندو لفلوس وقراه فكندا* وعندما يعودون الى الوطن يجدون الابواب مفتوحة أمامهم لتولي مناصب عليا..اصبحت الدراسة في الخارج مفخرة عند البعض ولهدا يحاربون التعليم في القطاع العام داخل المغرب..يجب مراجعة دور التعليم في القطاع الخاص وفتح تحقيق من طرف جهة مستقلة لا يشارك فيه أصحاب هده الدبلومات..

Chami
المعلق(ة)
18 مايو 2025 07:54

واش كتكلم من نيتك؟ راه التعليم في المغرب عطات ريحة الفساد فيه. بحالك انت و مسؤولي وزارة التربية الوطنية والتعليم العالي وبعض الا أساتذة المنعدمي الضمير و الكثير من الأساتذة اللذين يغضون الطرف عن مَماراسات الزملاء والتلاَميذ الغير الأخلاقية افسدت التعليم وأصبح وضعه كارثي. لقد أصبح استحي ان اقول اني استاذ.

Salim
المعلق(ة)
18 مايو 2025 07:42

واش هاد السيد اعمى او صمك ؟ ما كاينش شي جامعة في المغرب ما عرفتش وقائع ديال الرشوة للتسجيل في الماستر و الدكتوراه او المال و الجنس مقابل النقط !

ابو زيد
المعلق(ة)
18 مايو 2025 00:01

اذا كان هذا كلام رصيد مرصد الوطني للتربية و التكوين…فاظن ان عليه ان يعفي نفسه من المنصب دون ان نشرح الواضحات!!

البقالي
المعلق(ة)
17 مايو 2025 22:37

يجب فتح تحقيق وزاري و قضائي في جميع الشهادات من الباكلوريا إلى الدكتوراه للتأكد من مدى صحتها وتقديم المتورطين للعدالة وارجاع المال العام لميزانية الدولة لمن توظف منهم ..أن كنا فعلا في دولة الحق والقانون….

مواطنة
المعلق(ة)
17 مايو 2025 21:41

إما انت كذاب وإما انك جبان فالظاهرة في استفحال وبدل تغطية الشمس بالغربال عليكم ايجاد الحلول والدعوة للزجر والقسوة في العقوبة

بويشو
المعلق(ة)
17 مايو 2025 21:23

مثل هاته التصريحات اصبحت مستهلكة ونعرف اسبابها وغايتها
السؤال لهذا الشخص
هل ضميرك مرتاح اليست لك غيرة على مستقبل هذا البلد وحقوق الناس

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

12
0
أضف تعليقكx
()
x