2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شهدت إسبانيا صباح اليوم انقطاعًا تامًا في خدمات الهاتف المحمول والإنترنت، ما أثار موجة من الغضب والقلق بين المواطنين، خصوصًا أنه يأتي بعد أربعة أسابيع فقط من انقطاع كهربائي شامل ضرب البلاد نهاية أبريل. وبدأت الأزمة الجديدة قرابة الساعة الخامسة صباحًا، حسب موقع “DownDetector”، لتنتشر بسرعة وتشمل معظم المناطق الحضرية الكبرى.
وحسب مصادر إعلامية فقد تضررت جميع شركات الاتصال الرائدة في البلاد، بما فيها موفيستار، أورنج، فودافون، ديجي موبيل وO2، حيث بات المشتركون عاجزين عن إجراء المكالمات، إرسال الرسائل النصية أو استخدام بيانات الهاتف المحمول. وشملت المناطق المتضررة مدريد، برشلونة، مالقة، فالنسيا، إشبيلية، مورسيا وبلباو، في وقت غابت فيه الإشارات كليًا عن العديد من الأجهزة.
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى منصات للاحتجاج، حيث انهالت التعليقات الغاضبة من المستخدمين الذين طالبوا بتفسير رسمي وسريع من مزودي الخدمة. أحد المستخدمين كتب مخاطبًا شركة موفيستار: “لقد أصبحت الساعة 9:10 صباحًا، هل ستشرحون لنا ما يحدث؟ الشبكة متوقفة مجددًا… لكنكم لن تجدوا مشكلة في إرسال الفاتورة!”
ولم تقتصر الأضرار على الأفراد فقط، إذ أثّر الانقطاع على خطوط الطوارئ، لا سيما الرقم الأوروبي الموحد 112، الذي أصبح خارج الخدمة في بعض المناطق. وسارعت حكومة فالنسيا إلى توفير رقم بديل للطوارئ، فيما أعلنت سلطات أراغون عن أرقام طوارئ إضافية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
كما عانت العديد من الشركات من توقف شبه كامل لأنظمتها، إذ لم يتمكن الموظفون من تحميل البرامج أو الاتصال بشبكات العمل. وأشارت مصادر تقنية إلى أن المشكلة تعود إلى خلل كبير في تحديث شبكات شركة تيليفونيكا، المشغلة الرئيسية للبنية التحتية للاتصالات في البلاد.
وفي تصريح رسمي، أفادت الشركة أنها كانت تقوم بأعمال تحديث على الشبكة، ما أثّر على بعض خدمات الاتصالات الثابتة، مؤكدة أن فرقها تعمل حاليًا على إعادة الخدمة تدريجيًا. يُذكر أن خدمة الطوارئ 112 أعيد تفعيلها في معظم المناطق بعد ساعات من الانقطاع.
ويعيد هذا الحادث إلى الأذهان “انقطاع أبريل” الذي عرف إعلاميًا باسم “الانهيار الكهربائي في شبه الجزيرة الإيبيرية 2025”، حين غرقت إسبانيا والبرتغال في ظلام دامس دام نحو عشر ساعات. ومع استبعاد الحكومة حينها فرضية الهجوم الإلكتروني، تعود التساؤلات مجددًا حول مدى استعداد البنية التحتية الإسبانية لمواجهة الأزمات المتكررة.