2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

أجرى الجيش الجزائري، الخميس 22 ماي 2025، تمرين تكتيكيا بالذخيرة الحية في الناحية العسكرية الثالثة التي يقع مقرها الرئيسي في ولاية بشار ويمتد نفوذها إلى عدة ولايات من النفوذ الغربي للجزائرن بما فيها تندوف، أدرار، تيميمون، بني عباس، وغيرها.
ورغم أن هذا التمرين الذي حمل اسم “الحصن المنيع 2025” قد يبدو روتينيا، لكن اختيار المكان في الناحية العسكرية الثالثة التي تعتبر إحدى المناطق العسكرية الرئيسية في الهيكل التنظيمي للجيش الوطني الشعبي الجزائري، يعطيها أبعادا متعددة.
ولعل اختيار مكا هذه المناورات على مناطق تقع قرب الحدود مع المغرب، دون أن ننسى سياقها الزمني الذي يأتي في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية مع جوارها توترا غير مسبوق، إضافة لتزامن هذه المناورات مع مناورات الأسد الإفريقي التي يجريها المغرب والولايات المتحدة الامريكية بمشاركة عدد من جيوش العالم والتي استعملت فيها أسلحة نوعية، يجعل هذه المناورات الجزائرية حمالة للرسائل.
وفي هذا السياق، أوضح الخبير العسكري المغربي، عبد الرحمان مكاوي، أن “مناورات الحصن المنيع شاركت فيها الكثير من الوحدات القتالية، خاصة وحدة القبعات السوداء المتمركزة بولاية بسكرة، وكذلك قوات الكوماندوز، وتزامنت مع مناورة “الأسد الإفريقي” في نسختها الـ21″.

ويرى مكاوي، في حديثه لـ”آشكاين”، أن “هذا التمرين التكتيكي الجزائري يحمل العديد من الرسائل، أولها موجهة إلى الداخل الجزائري، خاصة أن هذا التمرين التكتيكي صاحبته دعاية مكثفة لوسائل الإعلام الجزائرية المرئية والمسموعة والمكتوبة، لتظهر كفاءة الجيش الوطني الشعبي، وكذلك العتاد الحربي الذي يتوفر عليه”.
أما الرسالة الثانية، يقول مكاوي فإنها تأتي “بعد استعراض العضلات التي قامت به ميليشيا البوليساريو في ولاية تندوف، بأن الجيش الوطني الشعبي قد يضطر، تحت ضغوطات خارجية أمريكية بالخصوص، إلى تفكيك هذه الميليشيات، بالرغم مما تتوفر عليه من عتاد وأنصار بشرية”.
وتابع أن “ثالث هذه الرسائل فهي موجهة إلى المشاركين في مناورة “الأسد الإفريقي” في نسختها الحادية والعشرين، باعتبار أن الجزائر قادرة على مواجهة الجيش الملكي المغربي وحلفائه في المنطقة، وأن الولايات المتحدة الأمريكية التي تنوي بناء تحالف ضد الإرهاب ومن أجل الاستقرار والسلام والأمن في شمال إفريقيا، لا يمكنها أن تتجاوز الجزائر والجيش الوطني الشعبي”.
وخلص إلى أن هذا يبرهن على أن “عقيدة الهيمنة عند الجزائريين والقادة الجزائريين ثابتة على أن لا شيء يمكنه أن يتغير في المنطقة الممتدة من نيجيريا إلى مرسى مطروح بمصر بدون تزكية ورضى الجزائر، وهذه العقيدة لا تزال تحرك قيادة الأركان الجزائرية، وهي رسالة مشفرة موجهة خاصة للولايات المتحدة الأمريكية وشركائها في المنطقة”.