لماذا وإلى أين ؟

شركة عقارية تحرم أطفال حي بطنجة من فضاء ترفيهي أنجز من المال العام

في خطوة أثارت سخطًا عارمًا بين سكان حي بمنطقة مسنانة بمدينة طنجة، أقدمت شركة عقارية قبل أسابيع على تسييج فضاء عمومي مخصص لألعاب الأطفال، وذلك تمهيدًا، لإقامة مشروع سكني في المكان. هذا الفضاء الترفيهي الذي أنشئ سنة 2017 بجوار ملعب القرب رقم 80 بتجزئة الأمان، جاء في إطار برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، وبتعليمات مباشرة من والي الجهة السابق محمد اليعقوبي.

وحسب شكاية لجمعية محلية لوالي جهة طنجة تطوان الحسيمة يونس التازي، توصلت “آشكاين” بنظير منها، فرغم حضور صاحب الأرض وقت إنجاز فضاء الألعاب قبل سنوات، إلا أن السلطات المحلية آنذاك أكدت له أن العقار يدخل ضمن نطاق نزع الملكية للمنفعة العامة، وأن اللجوء إلى القضاء هو السبيل القانوني للطعن في القرار. ومنذ ذلك الحين، ظل الفضاء مفتوحًا في خدمة أطفال المنطقة، حتى جاء تدخل الشركة الأخير ليضع علامات استفهام حول مدى احترام القانون واستمرارية المرافق العمومية ذات الطابع الاجتماعي.

السكان عبروا عن غضبهم الشديد من هذا الإجراء، حيث خرجوا بحر الأسبوع الجاري في وقفة احتجاجية معتبرين أن ما حدث يعد خرقًا سافرًا للقوانين التنظيمية للمجال الحضري، ومساسًا بحقوق جماعية راكمتها ساكنة الحي بعد سنوات من التهميش. كما استنكروا ما اعتبروه “تواطؤًا أو صمتًا مريبًا” من بعض الجهات المحلية، خاصة مع ادعاء الشركة أن قائد المقاطعة السادسة أبلغها بأحقية البناء في الموقع.

ومن جانبها، طالبت جمعية “الاتحاد للتنمية المستدامة” في شكايتها والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، بالتدخل العاجل لحماية المرفق العمومي، وفتح تحقيق في ملابسات ما وصفته بـ”السطو المنظم” على مكتسبات ساكنة الحي، خاصة أن المشروع الترفيهي تم تمويله من المال العام وتحت إشراف مباشر من السلطة الولائية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x