لماذا وإلى أين ؟

نداءُ أدرار: ؤر ئِتمّا واوال (لم ينتهِ الكلام)

عند قَدم أگادير ن ئِغير،
وعلى عَتبة أسرابِ “تاسارگالت”
الجانحة،
وقف تحت أشجار الأرگان المُثمِرة،
مجاهدون على جِيادهم المُزركَشة،
ليقولوا للغزاة:
“أگادير”… لا يباعُ، لا يُقايضُ،
لا يُنسى.

هكذا نطق الحكماءُ،
فاستجابتِ القِممُ،
وردّت الهِممُ،
شامخةً، ثابتةً،
رافضةً الانحناء:
“أكال”… لا يُباعُ، لا يُقايضُ، لا يُنسى.

ثم ظهرت من وراء الشمسِ،
جيادٌ من فولاذٍ هادِرةٍ،
أمطَرت حِممًا من السماءِ،
فوق العمائم البيضاء،
في سوقٍ بالأعالي.
وبعدها، آلامٌ.
ثم نطق الزعيم مرغماً:
“…إتمّا واوال”.

ومن ركام الغزوِ،
وشُعلةِ الصُّمودِ،
وُلدت حِكايةٌ،
إسمها الحسنيةُ.
ليست ناديًا،
بل نبضَ سوسِ،
ورعشةَ الهُويةِ.
لكن للغزالةِ قَدرٌ لا يُؤجّل،
ورُجَّت الأرض،

ثم بُعِثت من تحت الرُّكام.

واليوم،
حسنيةُ المقاومةِ تصارع مخطّط الإبادةِ،
لكنه ليس قدرًا.
قدرُها أن تعود من جديد.
وما كانت العَودةُ مُمكنةً،
لولا سواعدٌ آمنت،
وقلوبٌ ما خَذلت،
ووجهٌ حفِظ وِرْدَ الأبِ والأجدادِ…

فشكرًا للمحتضِن الغالي،
ولكُلِّ من صبر وصدّق،
شكرًا لمن آمن رغم العَتمة،
رغم التّهجيرِ،
رغم الخَديعةِ،
بل، رغم المُؤامرةِ.

شكرًا لكلِّ من أعاد الغزالة
إلى حُضن “أدرار-نس”.
فـأدرارُ لا يستقبل العائدين كضُيوفٍ،
بل كفُرسانٍ.. كمُجاهدين.
خمسة وأربعون ألف فارس
سوسيّ حسنيّ شامخ،
سيهبُّون للثأر للزّعيم،
فوق السُّروج المزركشة،
رافعين القَسم والألوية،
بألوان الصّحراء والجَبل والبَحر،
في “تبوريده” أمازيغية،
تنثُر دخّان البنادق الأصيلة
فوقَ العُشبِ وفي المدرجّاتِ، ويصدَحون:
“ؤوهوي،ؤوهوي، ؤر إتمّا واوال “.

المواجهة ليست مباراةً،
بل صَرخةً، وقَسَماً،
من أجل الكرامة،
ومن أجل لسان الأجدادِ.
إنها معركة من أجل الوُجودِ.

لا نَنتظرُ المعجزةَ،
بل نَصنعُها،
بسواعدِنا، بأرجلِنا، بقلوبِنا،
بهتافاتِنا.

الحسنية لا تطلبُ… بل تدعو،
كلَّ عاشقٍ، وكل عاشقةٍ: تعالوا،
إملأوا مَدارج “أدرار”،
غَنّوا، إهتِفوا، أُرقصوا،
وارفعوا الرّايات،
كما رفعها الأجدادُ في الثُغورِ،
وعلى سَطح القِمَم.

فنحن لا نلعبُ ضّدَّ فريقٍ،
بل نُدافع،
عن ذاكرةٍ، عن هُويةٍ،
عن تاريخ.
نصدَحُ هذه المرّةَ بصوتِ واحدٍ:
“نحنُ الحضارة… نحن المُقاومة.”
لأن الحسنية،
لم تكن يومًا مجرد لعبةٍ،
بل، فخر أمَّة،
وضميرَ “أدرار إغود”،
مَهدَ البشرية.

كلَاّ الحسنية ليست كرةً تتدحرجُ،
بل جمهورٌ لا يُقهَر، وهُوِيةٌ لا تَفنى،
الحسنيةُ قدَرُها،
أن تبقى، لواءَ سوس.. المقاومَة،
وأدرارُ”… قلبها النابضُ من جديدٍ.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x