لماذا وإلى أين ؟

بارون مخدرات يكشف مفاجأة عن نفق تهريب الحشيش بين الفنيدق وسبتة المحتلة

كشف تاجر مخدرات، خلال مثوله أمام القضاء، تفاصيل غير مسبوقة لشبكة تهريب دولية، مبرزاً وجود نفق سري تحت الأرض يربط بين سبتة والمغرب يستخدم لتهريب كميات ضخمة من الحشيش.

اعترافات البارون، التي نقلتها صحيفة “إلـ موندو” حصرياً، جاء كجزء من تعاونه مع العدالة بعد تفكيك الحرس المدني للعصابة التي كان يعمل بها.

وأفاد البارون، الذي يواجه ظروفاً شخصية صعبة تتمثل في حمل زوجته عالي الخطورة واعتنائه بأخيه المريض بالفصام، بأنه قرر التعاون مقابل إطلاق سراح مؤقت من السجن، مؤكداً للقاضي: “أهم شيء بالنسبة لي هو عائلتي، حياتي، حريتي، وحصولي على وظيفة لائقة. إذا ساعدتموني… فستكون هذه آخر مرة ترونني فيها هنا.”

خلال جلسة استغرقت 56 دقيقة، فجر تاجر المخدرات حقائق صادمة حول طريقة عمل الشبكة، موضحاً أنها كانت ترسل عشرات الآلاف من الكيلوغرامات من الحشيش إلى شبه الجزيرة الإيبيرية مرة واحدة على الأقل شهرياً، مخبأة في حاويات تنقلها الشاحنات.

 وأكد أن هذه العمليات كانت تتم بالتواطؤ مع مجموعة من ضباط الحرس المدني الفاسدين في ميناء سبتة، بقيادة شخص يُدعى روبين ج.، الذي كان يزود العصابة بمعلومات دقيقة عن أيام العمل وأي ملاحظات غريبة في الميناء.

 وبحسب اعترافاته، كانت المبالغ المدفوعة لهؤلاء الأمنيون تتراوح بين 70 ألف و100 ألف يورو، اعتماداً على كمية الحشيش المهربة، مقابل السماح للشاحنات المحملة بالمرور دون تفتيش، حيث كان “سائق الشاحنة يصل، ويتوقف، ويفتح باب الشاحنة، وينظر إلى الداخل، ويغلقه، ويقول: ‘استمر’. ولم يدخلوا إلى الحاوية، ولم يستخدموا جهاز قياس ضغط الدم، ولم يمرروا الكلب”.

لكن المفاجأة الأكبر جاء عندما أخبر البارون، وهو جندي سابق في فوج المدفعية الساحلية، الحرس المدني عن وجود “طريقة دخول أخرى، وهي عبر نفق، وتقع في المنطقة الصناعية بتاراخال” بالقرب من الحدود.

 هذا النفق، الذي لم يكن أحد يعلم بوجوده حتى ذلك الحين، هو ممر ضيق تحت الأرض يضم عدة فروع، ويسمح بالتحرك على الركبتين في بعض الأحيان، وله مدخل ومخرج في مستودع بمنطقة صناعية في سبتة، وآخر على الجانب المغربي. ويعتقد المحققون أن هذا النفق كان قيد التشغيل منذ شتنبر 2022، وكان يتم إدارته من قبل “أشخاص آخرين” بخلاف منظمته، التي ركزت على التهريب عبر الشاحنات.

أدت اعترافات التاجر إلى قيام الحرس المدني بتنفيذ عملية “هاديس” في 19 فبراير 2025 في المنطقة الصناعية بتاراخال، حيث تم العثور على النفق في أحد المستودعات التي كانت مصنعاً قديماً للجعة، وهو يربط سبتة بالمغرب.

وتمكن رجال الأمن الإسبان من دخول الجزء الأول من النفق، الذي كان مليئاً بالمياه في بعض الأقسام، وعثروا على ملابس رطبة وأغطية تستخدم لحماية رزم الحشيش.

 وقد أسفرت التحقيقات عن ضبط  حوالي 7100 كيلوغرام من الحشيش، وتم القبض على ثمانية أشخاص، بينهم اثنان من الحرس المدني المتمركزين في ميناء سبتة، ويخضع اثنان آخران للتحقيق. كما يخضع محمد علي دواس، نائب في مجلس سبتة المحتلة، للتحقيق أيضا.

 وبفضل تعاونه، تم إطلاق سراح تاجر المخدرات التائب في انتظار محاكمته، في حين تستمر التحقيقات لتحديد جميع الامتدادات المحتملة لهذه الشبكة الإجرامية المعقدة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x