لماذا وإلى أين ؟

هل سيتسبب العلمي في أزمة بين المغرب وتركيا؟

لم يجد رشيد الطالبي العلمي، وزير الشبيبة والرياضة، والقيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، طريقة لتقطير الشمع على حزب “العدالة والتنمية”، سوى اللعب بوتر علاقة هذا الأخير الوطيدة بالحزب الذي يحمل نفس اسمه في تركيا والذي تزعمه الرئيس رجب طيب أردوغان لعدة سنوات.

العلمي، استشهد بالنكسة التي ضربت تركيا في الآونة الأخيرة بسبب انهيار عملتها “الليرة”، نظرا للسياسية الاقتصادية التي نهجها أردوغان منذ اعتلائه الحكم، وهنا هاجم العلمي “البيجيدي” بتوضيح مساوئ أردوغان، إذ قال :“كان هناك افتخار بالنموذج التركي وكاتشوفوا النتيجة، بحيث أقدم الزعيم التركي رجب طيب أردوغان سنة 2002 على الإنغلاق على نفسه، وكاتشوفوا الليرة كيفاش حالتها بعد أن كانت نسبة التضخم منخفضة آنذاك”، وأردف، مقطرا الشمع على “العدالة والتنمية” القائد للحكومة المغربية، “ها النموذج اللي كايفتاخروا بيه”.

غير أن تصريح العلمي، رآى فيه بعض المتتبعين تدخلا سافرا في شؤون دولة تجمعها مع المغرب علاقات حسنة منذ مدة، رغم الاختلافات في التوجهات والسياسات والرؤى تجاه عدة قضايا، الأمر الذي من شأنه أن يزعزع هذه العلاقة بين الرباط وأنقرة.

وحتى إذا كان القيادي التجمعي، لا يهدف من خلال تصريحه إلى مهاجمة أردوغان بشكل مباشر أو الإساءة إليه، بقدر رغبته في تبخيس إديولوجية حزب “العدالة والتنمية المغربي، إلا أنه سقط في المحظور، عبر المساس بشؤون دولة لا تجمعها عداوة مع المغرب، خاصة وأن هذا الأخير قد عبر في العديد من الأحيان عن شجبه لتصريحات جاءت على ألسن وزراء دول أجنبية خلال انتقادهم للمغرب وسياساته.

ليس دفاعا عن البيجيدي، أو عن أردوغان، الذي هناك مؤاخذات كثيرة على سياساته ومواقفه، ولكن بات من واجب الطالبي العلمي وخاصة حزب “التجمع الوطني للأحرار”، الذي يعتبر إحدى ركائز الحكومة المغربية أن يعتذر لتركيا، وذلك مراعاة للعلاقات الدبلوماسية التي تجمع الدولتين، وحفاظا على مصالح المغرب الذي هو في حاجة إلى مزيد من الدعم الخارجي من أجل أهم قضية وهي ملف الصحراء المغربية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x