2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
خلفيات رفض فكرة تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية

الحسين أمجوض
ما إن تطرح فكرة تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية حتى تنهال موجات من الرفض والمعارضة، لكنها ليست كلها من النوع نفسه ولا تصدر عن الخلفية نفسها. بل يمكن تصنيف هذه المعارضة إلى فئتين رئيسيتين، تختلفان في الدوافع وتلتقيان في النتيجة: الوقوف ضد أي مبادرة تسعى إلى تأطير الوعي الأمازيغي ضمن إطار مؤسساتي منظم.
الفئة الأولى تنتمي إلى من يستقون مرجعياتهم الفكرية والسياسية من الأيديولوجيات المشرقية، سواء القومية أو الدينية أو حتى بعض تيارات اليسار المؤدلج. هؤلاء يرون في أي بروز للهوية الأمازيغية خطررا على مشروعهم الأحادي، الذي لا يتسع للتعدد اللغوي والثقافي، ويقوم على مركزية موروثة من زمن ما بعد الاستقلال. إنهم يدركون جيدا أن تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية ليس مجرد “تنظيم جديد” بل هو فعل يهدد بنية الهيمنة الثقافية التي حافظوا عليها لعقود. لذا، فإن معارضتهم ليست نابعة من خلاف برامجي، بل من خوف وجودي من إعادة ترتيب المشهد السياسي على أسس أكثر عدلا وتوازنا
أما الفئة الثانية، فهي أقل وضوحا وأشد تناقضا. هي فئة تتحدث باسم “الامازيغية”، لكنها في العمق تعاني من فراغ تنظيمي ومأزق تموقعي. لم تستطع هذه الفئة الانخراط الفعلي في أي مشروع سياسي جاد، فتحولت إلى ممارسة هواية التشكيك في كل المبادرات الخارجة عن السرب. ترى في الحزب الأمازيغي مشروعا لا يهددها مباشرة، بقدر ما يذكرها بعجزها عن الفعل والمبادرة. فتلجأ إلى التهويل والتشويه، متهمة كل مسعى أمازيغي بالانعزالية أو التقسيم، رغم أن جوهر الفكرة لا يتعارض مع مبادئ ااحركة الامازيغبة بل يعمقها ويغنيها بالتعدد.
إن النقاش حول حزب بمرجعية امازيغية يكشف عن وجود صراع بين من يريد مغربا يتسع لكل أبنائه دون استثناء، ومن يصر على أن يظل صوت الأمازيغ محصورا في الفولكلور والديكور الثقافي، لا في القرار السياسي.
ولذلك فإن تأسيس حزب بمرجعية أمازيغية ليس فقط حقا ديمقراطيا، بل ضرورة سياسية لرفع الحيف وتحصين المكتسبات وهو في الان ذاته اختبار حقيقي للشعارات التي يرفعها الجميع حول التعدد، العدالة، والديمقراطية.
الآراء الواردة في هذا المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي “آشكاين” وإنما عن رأي صاحبه.
الامازيغية ارث تقافي ولغوي لكل المغاربة ولابد من تطويرها وتعليمها للاجيال، ولا يحق لحزب معين ان يحتكرها لنفسه ويجعلها مطية للتلاعب بمشاعر الناس كما يفعل الاصوليون، او استعمالها لحشد الاصوات وتصنيف المغاربة على اساس عرقي لاغراض سياسية وانتهازية.
لا نعرف لماذا تعقدوا الأمور وتبالغوا مع انكم تعرفون يقينا بأن كل المغاربة أصولهم امازيغية، انتم تصتادون في الماء العكر وتثيروا النعراة. نحن المغاربة كلنا امازيغ. انت محظوظ لانك تتكلم الامازيغية.