لماذا وإلى أين ؟

بعد حديثه عن سرقة علمية.. “ادعاءات ووقائع كاذبة” تجر أستاذا بجامعة أكادير للقضاء

في تطور أثار الكثير من الجدل داخل الأوساط الجامعية، تلقى هشام مفتاح، الأستاذ الجامعي بالمدرسة الوطنية للعلوم التطبيقية بأكادير التابعة لجامعة ابن زهر، استدعاءً من المحكمة الابتدائية للمثول أمامها في جلسة محاكمة مرتقبة ثالث أيام عيد الأضحى، بتهم تتعلق بـ”بث أو توزيع ادعاءات ووقائع كاذبة بقصد المس بالحياة الخاصة أو التشهير”، وذلك وفق مقتضيات الفصل 447 مكرر من القانون الجنائي المغربي.

وتأتي هذه المتابعة القضائية في سياق محاولة الأستاذ مفتاح رفقة عدد من زملائه كشف ما اعتبروه سرقة علمية داخل المؤسسة، حيث وجهوا شكايات رسمية إلى وزارة التعليم العالي ورئاسة الجامعة وعمادة الكلية، مطالبين بفتح تحقيق جدي في القضية التي تمس النزاهة العلمية، لكنهم فوجئوا – حسب تصريحاتهم – بتجاهل الملف وتحوّله ضدهم.

وفي خطوة احتجاجية، ينظم الأساتذة المبلغون اعتصامًا إنذاريًا، يومه الخميس 29 ماي الجاري، أمام رئاسة جامعة ابن زهر، للتنديد بما وصفوه بـ”التستر على الفساد الأكاديمي”، مؤكدين أن الجهات المعنية قامت بتعطيل عمل اللجنة العلمية المكلفة بالتحقيق، مما مهد الطريق لمتابعتهم قضائيًا بدلًا من إنصافهم.

قضية هشام مفتاح ليست الأولى من نوعها في جامعة ابن زهر، فقد سبقتها حالات مماثلة، أبرزها إدانة شاب سنة 2018 بعد كشفه فسادًا في ماستر بكلية الحقوق، حين نشر تدوينة على “فيسبوك” تفضح ما اعتبره “ماستر مقابل المال والبلطجة والنفوذ”.

الأستاذ الجامعي المشرف على هذا الماستر، المدعو “أ.ق”، رفع دعوى قضائية ضد الشاب، الذي حُكم عليه بـغرامة 30 ألف درهم وتعويض مدني بقيمة 100 ألف درهم لفائدة الأستاذ المشتكي، وهو ما اعتبره عدد من المتابعين حينها سابقة خطيرة لتكميم الأفواه بدل التحقيق في مضمون الشكاوى.

وتتزامن متابعة الأستاذ الجامعي مفتاح مع تفجر فضيحة الإتجار في الشهادات العليا، والتي أمر على إثرها قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بمراكش بإيداع أستاذ جامعي بأكادير السجن المحلي بالأوداية، على خلفية الاشتباه في تورطه ضمن شبكة تمنح دبلومات جامعية مقابل رشاوى، وتشمل التحقيقات موظفين ومحامين وأبناء مسؤولين جامعيين ومنتخبين، ما من شأنه أن يزيد من منسوب احتقان الجسم الأكاديمي وتعميق أزمة الثقة في المؤسسات الجامعية.

ينتظر كثيرون أن تخرج وزارة التعليم العالي ورئاسة جامعة ابن زهر عن صمتهما لتوضيح موقفيهما من القضية، خصوصًا وأن تداعياتها لا تمس فقط شخص الأستاذ المعني، بل تطال سمعة المؤسسة وصورتها داخليًا وخارجيًا.

في الأثناء، يتجه عدد من الأساتذة والحقوقيين والطلبة إلى متابعة تطورات الملف عن كثب، وسط دعوات متصاعدة لـ”تطهير الجامعة من الفساد” بدل معاقبة من يقاومونه.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
29 مايو 2025 11:00

بالنظر لما عرفته جامعة ابن زهر من ضجة وصلت اصداؤها الى القنوات الدولية، يجب انصاف الطالب الذي ادين ظلما بالتبليغ عن شبهة تتعلق بالمتاجرة في الديبلومات، وإنصاف الاستاد موظوع المقال الذي سبق توقيفه وتحويله من مشتكى به الى شاهد.

الصحراوي
المعلق(ة)
29 مايو 2025 09:40

المفسدون يحميهم اخوانهم في الفساد نعم من يدافع على السارق السارق وجب ندخل من السلطات العليا والتحقيق النزيه وااسطن امن باع او اشترى الشهادة لانه مشارك في الفساد خصوصا اهل القانون المنتمون الى المحاكم والمحامون المحزب ن وابناءهم وووو فان ام يتم سحب وسجن المشاركون في الفساد سيبقى الة ان يصل يوما رءيس ككومة بشهادة مزورة

Ahmed
المعلق(ة)
29 مايو 2025 09:23

الخلط بين القضيتين في هذا الموضوع مجانب للصواب.
المعني بالأمر في هذه القضية يرمي دائما إتهامات يمينا و يسارا في حق زملائه و كل من خالفه الرأي و هو معروف بالوسط الجامعي بميوله هذا. وجب التحري عن هذا الشخص قبل الدخول في مقارنة قضيته او ربطعا بقضية الشخص المتبع في قضية الماسترات

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x