2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الطريقة الجديدة لرصد السرعة تهدد بأزمة أسرية وكارثة مجتمعية (محام)

زهير أصدور*
مع دخول القرار القاضي بتفعيل الرادارات الآلية لرصد المخالفات في اتجاهي السير معاً حيز التنفيذ، تبرز للسطح إشكاليات سوسيولوجية عميقة قلّما تلتفت إليها السياسات العمومية عند اتخاذ مثل هذه الإجراءات التقنية ذات الطابع الأمني الصرف. فبينما تُقدّم هذه الرادارات باعتبارها أداة لتعزيز السلامة الطرقية والردع ضد السلوك المتهور، فإنها، دون قصد أو وعي مجتمعي، تُحوّل أداة الضبط المروري إلى كاميرا مراقبة اجتماعية تهدد التوازنات الحميمية والرمزية داخل المجتمع.
الرادار، كآلة، لا يملك حساً أخلاقياً ولا يميز بين مخالفة سرعة وعلاقة شخصية، بل يوثق كل من يعبر مجاله البصري. ولأن هذا التوثيق يتم بشكل تلقائي وفي الاتجاهين معاً، فإن احتمال التقاط صور لعلاقات إنسانية خاصة يصبح وارداً بل محتوماً. وهذه الصور، في مجتمع تتداخل فيه العلائق الشرعية وغير الشرعية، وقد يكون فيه وجود شخصين في سيارة واحدة سبباً في أزمة أسرية أو حتى كارثة مجتمعية، تُصبح شحنة اجتماعية خطرة قابلة للانفجار.
المجتمع المغربي، كما هو معلوم، لا يواجه فقط تحديات الحداثة القانونية، بل يرزح تحت ضغط شديد من تقاطعات التقاليد والمحرمات. صورة واحدة تلتقطها آلة في لحظة عابرة قد تعني نهاية زواج، أو انهيار أسرة، أو مادة دسمة للابتزاز الأخلاقي والاجتماعي، خاصة في ظل هشاشة الحماية القانونية لخصوصية الأفراد وعدم وضوح المساطر المتعلقة بمعالجة الصور وتخزينها ومحوها.
الرادار هنا لا يردع فقط عن تجاوز السرعة؛ بل يردع – من حيث لا يدري – عن التواصل الإنساني الحميمي. يتحول السائق من مواطن يخضع للقانون إلى شخص يخاف من أن يُكشف عنه الغطاء، ليس أمام الشرطة، بل أمام محيطه الاجتماعي. ينقلب من مستخدم للطريق إلى خائف من الكاميرا، لا لأنها ستغرم، بل لأنها قد “تفضح”.
المعضلة ليست في الرادار ذاته، بل في غياب إطار قانوني واجتماعي واضح يحكم استعمال هذه التكنولوجيا الحساسة. من يحق له مشاهدة الصور؟ إلى متى يتم الاحتفاظ بها؟ هل توجد ضمانات بعدم تسريبها أو استغلالها؟ كيف نضمن ألا تتحول الرادارات إلى أدوات مراقبة أخلاقية؟ أين ينتهي الأمن الطرقي ويبدأ التلصص المجتمعي؟ أسئلة تُركت خارج النقاش، رغم ما تحمله من مخاطر.
إذا كانت الدولة تسعى فعلاً لتعزيز السلامة الطرقية، فإن ذلك لا يجب أن يتم على حساب المساس بالحرية الفردية وحرمة الحياة الخاصة. يجب أن يُواكب تفعيل هذه الرادارات نقاش عمومي واسع، وقوانين دقيقة، وآليات رقابة مستقلة، تضمن أن تكون الكاميرا في خدمة القانون، لا في خدمة الأعراف أو الفضول الاجتماعي.
في النهاية، لا يخاف المواطن فقط من الغرامة… بل من الفضيحة. وهذه مفارقة لا بد أن تُؤخذ بعين الاعتبار في كل سياسة عمومية تمس خصوصية الناس، حتى ولو تمت باسم السلامة.
*محام، رئيس مؤسسة عيون لحقوق الإنسان.
الموضع واضع الحد من تهور السلءقين وتغريمهم اما هذه الفلسفة التي قدمتها فقط للاستهلاك لا غير العالم كله يعرف معنى التهور الا المغاربة يغلفونه بالحق وغير قانوني
تحليل ميتافزيقي لا يستسيغه العقل ولا المنطق.
غير كترون وصافي عندما يعطى القلم لمستعمل القدم.أحرى بمن يختلي بخليلته او بمن يختلي بخليلها ان يخافا من السرعة التي تؤدي الى الموت .انا مع تعميم الرادارات والضرب على متجتوزي السرعة بيد من حديد
هذا التحليل انطلق من تعميم ان المجتمع المغربي انحل اخلاقيا و تماهى مع سرديات توجه بعينه…!!
بينما يعلم الكثيرون ان الاصل هو اننا مجتمع يتمسك بثوابثه رغم محاولة فرض الامر الواقع!!
لكن و مع ذلك فان الهدف من مراقبة السرعة يتخطى الاعتبارات الجانبية لان الاصل هو ان ضريبة السرعة هي الحياة في غالب الأحيان!!
كاتب هاد المقال بانلي مسكين مافهم والو . يحساب لو بللي الرادار غادي يصور السيارة من الامام و الخلف بينما هو غادي يرصد المخالفات في الجانب الايمن و الايسر من الطريق…!
تذخلك استاذي لا معنى. هل سنسوق السيارة ونحن نقيم علاقة حميمية؟
المواطن الحق والواعي لا يخاف الفضيحة كما يزعم كاتب المقال ، لأنه لا يرتكب الفضائح ويبتعد عن كل ما يمكن أن يسوش على حياته الشخصية، ما يخيف المواطن العادي هو التجاوزات في اتخاذ القرارات الناتجة عن استعمال الردارات….
يضاف الى هذه المشكلة وجود أجانب على الطريق خلال مواسم السياحة وقد تؤزم علاقتهم مع الامن المغربي بسبب الاحتفاض بصورهم او تسريبها فيما بعد.
عن اي فضيحة،تتحدث؟وعن اي حميمية؟
فالة الردار،لاتصور الا السيارات التي تتجاوز السرعة القانونية ،وغير ذلك فهو هراء،،،والهدف من ذلك،هو التصدي،لاولئك،الذين يسيرون بسرعة تخالف قانون السير الطرقي،،،علما أن غالبية هذه الآلات متبثة بالطرق السيارة.
ولكن ،هل التصدي،لاصحاب السرعة و المخالفين لقانون السير الطرقي،سيعكس -تصويرا-لخصوصيات على الطريق،،،
أن الهدف من تفعيل الرادار،لاعلاقة له بما يرتبط بالسوسيولوجيا.