لماذا وإلى أين ؟

فلاحو هوارة يواجهون الجفاف بالصبار

في مشهد يعكس عمق تأثير التغيرات المناخية على النسيج الفلاحي بالمغرب، بدأت منطقة هوارة، التابعة لإقليم تارودانت، تعرف تحولًا زراعيًا لافتًا، مع شروع عدد من المزارعين في اقتلاع أشجار الحوامض، واستبدالها بمشاريع جديدة لزراعة الصبار المقاوم للحشرة القرمزية.

وبحسب مصادر مهنية محلية، فإن القرار جاء كخيار اضطراري بعد سنوات من الجفاف المتوالي والانخفاض الحاد في منسوب مياه السدود، ما جعل زراعة الحوامض، المعروفة باستهلاكها الكبير للماء، غير قابلة للاستمرار اقتصاديًا وبيئيًا في الظروف الحالية.

ويؤكد عدد من الفلاحين أن أراضي شاسعة، تمتد على عشرات الهكتارات، خضعت لعملية إعادة تهيئة من أجل إطلاق مشروع زراعة الصبار المُحسَّن والمقاوم للجفاف والآفات، في مقدمتها الحشرة القرمزية التي سبق أن دمرت آلاف الهكتارات من هذه النبتة بالمغرب.

ويأتي هذا التوجه في إطار جهود إعادة الاعتبار للصبار كأحد المحاصيل البديلة الواعدة، ليس فقط لقدرته على مقاومة الظروف المناخية الصعبة، بل كذلك لكونه محصولًا يُراهن عليه لتوفير دخل قار وتحقيق قيمة مضافة اقتصادية محلية، سواء عبر الاستهلاك المباشر أو من خلال الصناعات التحويلية كزيوت التجميل والمربى والأعلاف الحيوانية.

ويُتوقع أن تشكل منطقة هوارة نموذجًا يُحتذى به في إعادة هيكلة القطاع الفلاحي نحو زراعات أقل استهلاكًا للمياه وأكثر قدرة على التأقلم مع ندرة الموارد، وهو ما يتماشى مع التوجهات الوطنية الرامية إلى تعزيز الأمن الغذائي والمائي عبر تشجيع الزراعات المستدامة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x