طائرات “كنادير” تنضم لإخماد حريق عين لحصن بعد اتساع رقعته (فيديو+صور)

شهدت غابة عين لحصن ضواحي تطوان، عشية اليوم الخميس، تطوراً مقلقاً في الحريق الذي اندلع بها زوال اليوم، حيث تسببت الرياح القوية في اتساع رقعته بشكل سريع وظهور بؤرة جديدة للنيران، بعدما كانت فرق الإطفاء قد تمكنت في وقت سابق من تحويط البؤرة الأولى والسيطرة النسبية عليها.

وحسب مصدر مسؤول، فقد أتى الحريق إلى حدود كتابة هذه السطور على نحو 20 هكتاراً من الغطاء الغابوي، ما استدعى تعبئة كبيرة من مختلف المصالح المتدخلة، وعلى رأسها الوقاية المدنية، والمياه والغابات، والدرك الملكي، والقوات المساعدة، تحت إشراف مباشر من والي جهة طنجة تطوان الحسيمة، يونس التازي، والقائد الجهوي للوقاية المدنية، رضوان أحصاد.

وأفاد المصدر ذاته، أن أربع طائرات من نوع “كنادير” انضمت لجهود الإطفاء، حيث نفذت عشرات الطلعات الجوية لإخماد ألسنة اللهب والحد من توسع الحريق. وقد كان لتدخل الطيران دور محوري في احتواء الجبهة الأولى للحريق.

ولا تزال عمليات الإطفاء متواصلة إلى حدود كتابة هاته الأسطر، في ظل تحديات طبيعية ولوجستية، وسط تعبئة شاملة للموارد البشرية والمعدات، بهدف منع امتداد النيران نحو مناطق مأهولة فضلا عن مزرعة الطاقة الريحية القريبة من المنطقة.

وكانت الوكالة الوطنية للمياه والغابات قد أصدرت إنذارًا أحمر يشمل مدينة طنجة ومحيطها، بسبب موجة حر شديدة ومخاطر اندلاع حرائق الغابات. ويأتي هذا الإنذار ضمن خطة وطنية استباقية لمواجهة حرائق صيف 2025، خصصت لها ميزانية هامة لتعزيز الوقاية والتدخل السريع، شملت صيانة المسالك الغابوية، وإنشاء مصدات النار، وتجهيز نقاط الماء، إضافة إلى تحديث خرائط التنبؤ وتكثيف المراقبة على المناطق المهددة.

وتُعد جهة طنجة-تطوان-الحسيمة من بين أكثر المناطق تضررًا بحرائق الغابات على الصعيد الوطني، حيث سجلت خلال عام 2024 حوالي 123 حريقًا أتت على 346 هكتارًا، فيما عرف عام 2023 اندلاع 182 حريقًا دمرت 1620 هكتارًا من الغطاء النباتي، بما يعادل 40% من مجموع الحرائق وطنياً. ومن أبرز هذه الحوادث، حريق غابة هوارة في ماي 2025، الذي أتى على 85 هكتارًا واستغرق أيامًا لإخماده.