لماذا وإلى أين ؟

أزمة داخل المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة: الشنضيض في قفص الاتهام

تشهد أروقة المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، منذ تعيين مصطفى الشنضيض أمينا عاما خلفا للطاهر التجكاني، حالة من التوتر والاضطراب الداخلي، وسط تساؤلات جدية حول مستقبل هذا المجلس الذي يفترض أن يضطلع بدور محوري في تأطير الجالية المغربية المسلمة في أوروبا.

ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه من التغيير القيادي أن يبعث دينامية جديدة داخل المجلس، جاءت المرحلة الحالية محملة بجو من الشحن والاحتقان، بحسب ارتسامات عددا من المتابعين للشأن الديني للمغاربة في أوروبا. الجديد أن مصادر من داخل المجلس تحدثت عن مناخ غير مهني يسود حاليا المؤسسة، واتهمت مصطفى الشنضيض، الأمين العام المعين الجديد، بنهج أسلوب “التسلط” ومحاولة فرض الولاءات الشخصية، بدل بناء فريق عمل متماسك ومؤطر برؤية استراتيجية واضحة.

وقد جاء تعيين الشنضيض بعد سنوات من الجمود في عهد سلفه الطاهر التجكاني، الذي وجهت له انتقادات حادة بسبب ضعف التواصل مع مكونات الجالية وغياب المبادرات الميدانية، بل وارتبط اسمه بعدد من التقارير الصحفية التي تحدثت عن شبهات وسوء تدبير داخل المجلس، خصوصا في بلجيكا.

غير أن الآمال التي عقدت على مرحلة ما بعد التجكاني، سرعان ما خابت، إذ تشير شهادات متعددة إلى أن الأمين العام الجديد يفتقر إلى رؤية واضحة لمستقبل المؤسسة، ويبدو في حالة ارتباك أمام التحديات المعقدة التي تواجه الجالية المغربية في القارة الشمالية، خاصة في ظل تنامي الخطابات المتطرفة وتراجع أدوار التأطير الديني الرسمي.

من جهة أخرى، يتصاعد الجدل حول الميزانيات الضخمة التي ترصد لهذا المجلس، دون أن تقابلها نتائج ملموسة على مستوى دعم الجاليات أو التصدي لظواهر التشيع والتطرف أو حتى ترسيخ الإسلام الوسطي المعتدل الذي تتبناه المملكة المغربية.

ويرى عدد من الفاعلين أن استمرار المجلس في هذا المسار قد يؤدي إلى فقدان ما تبقى له من مصداقية، ما لم تتدخل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية لتدارك الوضع بتقييم موضوعي وشامل، وإعادة النظر في الهيكلة والقيادة والتوجهات العامة.

يُذكر أن المجلس الأوروبي للعلماء المغاربة تأسس عام 2008 بمبادرة ملكية، ويوجد مقره في بروكسل، وكان الهدف من ورائه مواكبة مغاربة المهجر دينيًا وفكريًا، وضمان استمرارية النموذج الديني المغربي المعتدل في مواجهة الخطابات المتشددة والمستوردة. لكن الواقع الحالي بات يطرح أسئلة جوهرية حول مدى قدرة المجلس، بقيادة مصطفي الشنضيض، على القيام بمهامه الأساسية، في ظل تنامي أصوات، من داخل المجلس وخارجه، تنتقد ما تسميه “إدارة متسلطة وغير فعالة وصمت مقلق في ملفات استراتيجية”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
25 يونيو 2025 13:11

العيب يجب معالجته من جدوره والكامن في وزارة الشؤون الاسلامية التي لا زالت تسير بطرق عفى عنها الزمن، ولا تساير التطور التي عرفته بعض المرافق الاخرى بالبلاد.

Hassan
المعلق(ة)
24 يونيو 2025 21:49

Dommage après le départ du professeur Khalid Haji le conseil s’est dégradé

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x