2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

من المرتقب أن يشهد المغرب موجة حرّ شديدة جديدة ابتداءً من يومه الخميس، فتصل الحرارة في عدد من المناطق إلى 46 درجة مئوية، الأمر الذي دفع المديرية العامة للأرصاد الجوية إلى إصدار نشرة إنذارية من مستوى يقظة برتقالي، اليوم الأربعاء، بالتزامن مع تحذيرات صحية. يأتي ذلك وسط تحذيرات عالمية من أنّ تغير المناخ المسجَّل يتسبّب في موجات حر هائلة تزحف ببطء في أنحاء العالم وتؤثّر في عدد أكبر من الأشخاص لفترات أطول.
ووفقاً لتوقّعات المديرية العامة للأرصاد الجوية، فإنّ موجة الحرّ الشديدة في المغرب سوف تُسجَّل مع رياح “الشركي” الحارة والجافة التي تهبّ من الصحراء الشرقية والتي ترفع درجات الحرارة إلى مستويات قياسية، وذلك من اليوم الأربعاء حتى يوم الاثنين المقبل. بالتالي، سوف تتراوح الحرارة ما بين 33 و46 درجة مئوية في أنحاء مختلفة من البلاد. وسوف تبلغ الحرارة ذروتها تدريجياً يومَي السبت والأحد المقبلَين، إذ من المنتظر أن تتراوح ما بين 42 و47 درجة مئوية في مناطق الجنوب الشرقي، بالأقاليم الصحراوية سوس وسايس وتادلة، وفقاً لبيانات المديرية.
ووسط هذه التوقّعات، حذّرت المديرية العامة للأرصاد الجوية في المغرب المواطنين من موجة الحرّ المقبلة، وحثّتهم على تفادي التعرّض المباشر لأشعة الشمس لساعات طويلة، خصوصاً من فترة الظهيرة حتى الغروب، وعلى اعتماد سبل الوقاية اللازمة للحؤول دون الإصابة بضربات شمس، ولا سيّما اللجوء إلى أماكن الظلّ بقدر المستطاع، وتناول السوائل. كذلك دعت المديرية الناس إلى توخّي الحذر أثناء حدوث زخّات رعدية.
تبعا لذلك، في هذا الإطار، يقول الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية الطيب حمضي إنّ “موجة الحرّ الشديد تؤدّي، في غياب الاحتياطات، إلى مضاعفات صحية خطرة، بسبب تجفاف الجسم أو الضربة الحرارية أو الحالتَين معاً”.
ويوضح حمضي لـ”العربي الجديد” أنّ “الجميع معرّض لتأثيرات الحرّ الصحية، خصوصاً المسنّين والأطفال”، لافتاً إلى أنّ “إجراءات وقائية لا بدّ من اتّباعها لمواجهة موجة الحرّ والمشكلات الصحية التي قد تنجم عنها، من قبيل شرب المياه قبل الإحساس بالعطش، وتناول العصائر والشوربة للحصول على الأملاح المعدنية، بالإضافة إلى الاغتسال بمياه الرشاش مرّات عدّة في اليوم، من دون تجفيف الجسم بالفوط بعد الاستحمام”.
ويشدّد حمضي على “ضرورة تناول وجبات خفيفة مرّات عدّة في اليوم، مع التركيز على الخضراوات والفواكه لمدّ الجسم باحتياجاته من المياه والأملاح من دون إنهاكه”، مشيراً كذلك إلى أهمية “الحفاظ على برودة المنزل في النهار بإغلاق النوافذ لمنع تدفّق الحرّ الشديد من الخارج، وفي الليل والصباح المبكر بفتح النوافذ والأبواب لخلق تيّار هوائي، مع استخدام المكيّف الهوائي والمراوح الهوائية خصوصاً بعد تبليل الجسم بالمياه”. ويحذّر من “الخروج في الأوقات الأشدّ حرارة في اليوم، أي من الساعة 11 من قبل الظهر حتى التاسعة مساءً، وعند الضرورة يجب ارتداء ملابس قطنية خفيفة وفضفاضة فاتحة اللون مع قبّعة كبيرة، وتجنّب النشاط البدني المجهد والبقاء في الظلّ كلّما أمكن ذلك”.
يُذكر أنّ المغرب كان قد شهد في 25 يوليوز 2024 مأساة بعد وفاة 21 شخصاً، معظمهم مسنّون أو يعانون من أمراض مزمنة، في منطقة بني ملال بسبب موجة حرّ طاولت البلاد حينها، وعشيّة موجة الحرّ المرتقبة سُجّلت مخاوف ولا سيّما بشأن الفئات “الهشّة” مثل الأطفال والمسنّين.