لماذا وإلى أين ؟

الشيات: طرح مشروع تصنيف البوليساريو إرهابية بالكونغرس خطوة مغربية لتطويق الموقف الأمريكي

في تطور لافت وغير مسبوق في موقف واشنطن من النزاع الإقليمي حول الصحراء، خطا الكونغرس الأمريكي خطوة حاسمة نحو تصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة إرهابية، وذلك عبر مشروع قانون جديد قدمه نائب جمهوري وبدعم من نائب ديمقراطي، ما يعكس إجماعاً نادراً بين الحزبين على هذا الملف.

وأعلن النائب الجمهوري عن ولاية كارولاينا الجنوبية، جو ويلسون، عن تقديمه لمشروع قانون في هذا الاتجاه، حيث نشر في تغريدة على حسابه بمنصة “إكس” (تويتر سابقًا): “البوليساريو ميليشيا ماركسية مدعومة من إيران، وحزب الله، وروسيا. توفر لطهران موطئ قدم استراتيجي في إفريقيا، وتزعزع استقرار المملكة المغربية، الحليف التاريخي للولايات المتحدة منذ 248 عاما”.

وفي نفس السياق، ثمّن ويلسون دعم النائب الديمقراطي جيمي بانيتا لهذا المقترح، مشيدًا بتعاون الحزبين في الدفع نحو تصنيف البوليساريو “منظمة إرهابية أجنبية”، في سابقة تُعد الأولى من نوعها على هذا المستوى في المؤسسات التشريعية الأمريكية.

ويأتي هذا المقترح في وقت تتصاعد فيه الدعوات داخل الولايات المتحدة لإعادة النظر في التعامل مع الفاعلين المسلحين في شمال إفريقيا والساحل، لا سيما مع تزايد التقارير التي تتحدث عن علاقات بين البوليساريو وتنظيمات متطرفة مدعومة من إيران وحزب الله.

ورغم أن هذه المبادرة بلغت مستويات مقدمة، إلا أن مجموعة من الأسئلة تحيط بها، لعل أبرزها هل ستأخذ هذه المبادرة طريقها إلى التنزيل الفعلي نظرا للقرائن التي تورط الجبهة المسحلة أم هي مجرد مناورات أمريكية لابتزاز الجزائر لمزيد من الأرباح والإتفاقيات المربحة لوشنطن؟

في هذا الإطار، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، خالد الشيات، أن الكونغرسي الأمريكي هو مؤسسة داخلية أمريكية لكنه يعكس كذلك قدرا كبيرا من “اللوبيينغ” والولاء لمنظمات تعتبر الإنتماء إلى جماعات الضغط مسألة قانونية بحكم قانون أمريكا، وبالتالي فهو أيضا مجال للتدافع السياسي.

وأوضح الشيات في تصريح لـ”آشكاين”، أن بلوغ مقترح تصنيف البوليساريو مستوى المناقشة داخل الكونغرس الأمريكي فهو مرحلة متقدمة، خاصة أن الأمر طرح في الأول كمجرد فكرة، مضيفا أن هذه الفكرة يبدو اليوم أنها لاقت استحسانا وتجاوبا من أطراف أخرى داخل الكونغرس الأمريكي بمناقشتها وربما التصويت عليها مستقبلا.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية، أن هذا الأمر يأتي بالأساس في إطار مساعي مغربية لتطويق الموقف الأمريكي من خلال عدم جعله مرهونا بالرهانات ذات الطبيعة الآنية أو المرحلية، في ظل سعي جزائري حثيث لتغيير هذا الموقف، خاصة من خلال تشبيك العلاقات على المستوى الطاقي وتقديم مزايا جزائرية كقربان لمواقف أمريكية مستقبلية في هذا الملف.

وخلص الشيات بالتأكيد أن الجزائر التي تسعى لمعاكسة المصالح المغربية عبر إعطاء ما يسمى “الريع الإقتصادي” مقابل مواقف مجموعة من الدول، أكدت التجربة أن ذلك غير مجدي؛ خاصة على المستوى الأوروبي، أما في حالة أمريكا فربما تفشل هذه السياسة الجزائري أو ربما تنجح في فرملة هذه التوجهات لصالح ضبط المصالح الأمريكية، مبرزا أن إدخال المقترح إلى الكنغرس الأمريكي هي خطوة مغربية لمحاصرة “الريع الإقتصادي” الجزائري في إطار التدافع بين البلدين في هذا الملف.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x