2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
“آشكاين” تكشف كواليس لقاء إدريس لشكر بنجل عبد الوهاب بلفقيه

في تطور لافت قبيل انعقاد المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية بمدينة أكادير، تداولت الأوساط السياسية صورة أثارت الكثير من الجدل، جمعت بين الكاتب الأول لحزب “الوردة”، إدريس لشكر، والطاهر بلفقيه، نجل السياسي الراحل عبد الوهاب بلفقيه، الذي كان قد التحق بحزب الأصالة والمعاصرة قبيل الانتخابات التشريعية لسنة 2021.
الصورة، التي تم تسريبها من قبل فعاليات اتحادية محلية، فتحت باب التأويلات على مصراعيه، وأعادت إلى الواجهة اسم بلفقيه، الذي كان رقماً صعباً في المعادلة السياسية بجهة كلميم، قبل أن يلقى حتفه في ظروف مأساوية يوم 21 شتنبر 2021، جراء إصابته بطلق ناري، في يوم انتخاب رئيسة مجلس جهة كلميم وادنون؛ مباركة بوعيدة.
لقاء “إنساني” بطابع سياسي؟
وحسب المعطيات التي حصلت عليها جريدة “آشكاين”، فإن اللقاء الذي جمع لشكر بنجل بلفقيه لم يكن لقاءً سياسياً بحتاً، بل كان بدافع المجاملة والاطمئنان على أحوال العائلة التي تقيم اليوم بمدينة أكادير، تزامناً مع تواجد لشكر فيها للمشاركة في أشغال المؤتمر الإقليمي للحزب.
مصادر الجريدة أكدت أن اللقاء جاء بطلب من إدريس لشكر، الذي ظل، حسب نفس المصدر، محتفظاً بعلاقة خاصة مع الراحل، وكان قد تحدث إليه قبل أيام من وفاته، حيث تبادلا حديثاً سياسياً كشف فيه بلفقيه عن ضغوطات تعرض لها أثناء انتقاله من الاتحاد الاشتراكي إلى الأصالة والمعاصرة، مقابل وعود بسحب ملفه القضائي.

رسائل مبطنة وسط مشهد سياسي متقلب
ورغم نفي مصادر “آشكاين” وجود أي بعد انتخابي أو سياسي مباشر لهذا اللقاء، إلا أن توقيته ومكانه وطبيعة العلاقة السابقة بين الحزب الاتحادي وعائلة بلفقيه، أعادت إحياء التساؤلات حول ما إذا كان حزب “الوردة” يسعى فعلاً إلى مد الجسور مجدداً مع واحد من أكثر الأسماء تأثيراً في جهة كلميم وادنون، ولو عبر نجله.
ويرى بعض المتابعين أن اللقاء لا يمكن فصله عن محاولات الحزب لإعادة التموضع في المنطقة التي عرفت نزيفاً تنظيمياً بعد انتقال العديد من مناضليه إلى حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يواجه بدوره صراعات داخلية وانقسامات محتملة مع اقتراب الاستحقاقات المقبلة.
الظل الثقيل لعبد الوهاب بلفقيه
ويبدو أن اسم عبد الوهاب بلفقيه لا يزال يشكل نقطة ارتكاز في النقاشات السياسية بجهة كلميم واد نون، حتى بعد وفاته، حيث ظل يُستحضر كمثال على التلاعبات السياسية وممارسات “الترغيب والترهيب”، وفقاً لما صرح به إدريس لشكر سابقاً، في ندوة سابقة خصصها للإعلان عن تموقع الحزب في المعارضة سنة 2021.
وأكد لشكر حينها أن بلفقيه أبدى نية العودة إلى الحزب، وأنه وعده بكشف كل تفاصيل رحيله نحو “البام”، معرباً عن أسفه لما وصلت إليه الممارسات السياسية، التي اختزلها في “الوعود والتهديدات” الموجهة للفاعلين السياسيين.
هل تعود عائلة بلفقيه إلى حضن “الوردة”؟
رغم تأكيدات المصادر بأن اللقاء كان إنسانياً وعفوياً، فإن الرمزية التي يحملها لا يمكن إغفالها في سياق التحركات السياسية الدائرة اليوم. فعودة الاتحاد الاشتراكي إلى بكلميم وسيدي إفني لا يمكن أن تُفصل عن علاقته بعائلة بلفقيه، التي لا تزال تتمتع بنفوذ محلي معتبر.
ويبقى السؤال معلقاً؛ هل ستكون هذه الصورة مقدمة لتحالف انتخابي جديد؟ أم أنها مجرد لحظة مجاملة عابرة في زمن سياسي لا يعرف الثوابت؟
