2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

يعيش قسم الأمراض النفسية بالمركز الاستشفائي الإقليمي إنزكان أيت ملول على وقع احتجاجات متواصلة للأطر الصحية، في ظل ما يصفونه بـ”الوضع الكارثي” الذي بات يهدد ليس فقط سلامة المرضى، بل أيضاً أمن وسلامة الطاقم الطبي والإداري داخل المؤسسة.
وحسب ما أفادت به مصادر مهنية من داخل القسم، فإن الاحتجاجات تأتي بعد تراكم اختلالات خطيرة على مدى الأشهر الماضية، ما أثر بشكل مباشر على جودة الخدمات المقدمة للمرضى النفسيين، وأدى إلى توتر مناخ العمل داخل القسم.
في طليعة هذه المشاكل، تبرز ندرة الأدوية الأساسية الخاصة بالعلاج النفسي، والتي تعتبر حيوية للتحكم في الأعراض والسلوكيات المرتبطة بالاضطرابات العقلية. وأكدت المصادر أن هذا النقص الحاد في الأدوية يجعل المرضى في وضعيات صحية خطيرة، ويُعقد مهام الأطباء والممرضين في توفير الرعاية اللازمة، بل ويحول دون الاستقرار النفسي للعديد من الحالات.
الأزمة لا تتوقف عند حدّ الإمكانيات الطبية، بل تمتد إلى أعباء قانونية يتحملها الطاقم في ظل انعدام وسائل الحماية. فقد سجلت المؤسسة، بحسب نفس المصادر، عدة حالات فرار لمرضى نفسيين، بعضهم من نزلاء المؤسسة السجنية، وهو ما أدى إلى فتح متابعات قضائية في حق العاملين، رغم أنهم يشتغلون في ظروف غير ملائمة وبدون الحد الأدنى من وسائل المراقبة والدعم الأمني.
وتحذر الأطر الصحية من خطورة اختلاط المرضى المدنيين بسجناء مصابين باضطرابات نفسية، وهي وضعية قالت المصادر إنها تنذر بـ”كوارث أمنية”، في ظل غياب آليات فصل واضحة ومراقبة دقيقة داخل القسم.
وتدعو الأطر الصحية بالمستشفى الجهات المسؤولة، وعلى رأسها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، إلى تدخل عاجل لإعادة تأهيل قسم الأمراض النفسية، وتوفير شروط العمل اللائق، سواء من حيث الموارد البشرية، أو الأدوية، أو الدعم الأمني والإداري.
كما طالبت بفتح تحقيق نزيه في الوضع الذي وصفته بـ”المأساوي”، ومحاسبة كل من يثبت تقصيره في تأمين هذا المرفق الحساس، الذي يحتضن واحدة من أكثر الفئات الهشة في المجتمع.