لماذا وإلى أين ؟

زحف الجماعات المسلحة نحو موريتانيا يُنذر بتحديات أمنية للمغرب

تعيش المنطقة الحدودية الثلاثية بين مالي وموريتانيا والسنغال على وقع تطورات مقلقة، مع تواتر تقارير تفيد بتقدم جماعة “نصرة الإسلام والمسلمين” (GSIM أو JNIM) نحو تخوم موريتانيا، في تحرك يعكس تحولات عميقة في خارطة التهديدات الإرهابية بالساحل والصحراء، ويضع المغرب، باعتباره فاعلاً إقليميًا وعضوًا محوريًا في محاربة الإرهاب، أمام تحديات أمنية متجددة على حدوده الجنوبية والعمق الاستراتيجي الذي يربطه بموريتانيا.

فمنطقة الحدود الجنوبية الشرقية لموريتانيا، والتي ظلت لسنوات تعتبر نسبياً بمنأى عن التوترات، تحوّلت اليوم إلى مسرح محتمل لأنشطة الجماعات المتطرفة، خصوصاً جماعة نصرة الإسلام والمسلمين المتحالفة مع تنظيم القاعدة، التي تسعى إلى التحرك عبر ممرات غير مأهولة وضعيفة المراقبة للوصول إلى مناطق جديدة، وسط تحذيرات من استغلال التضاريس المفتوحة والهشاشة الأمنية لتنفيذ هجمات استباقية.

وتؤكد تقارير صادرة عن معهد تمبكتو للدراسات الاستراتيجية أن هذه التحركات ليست معزولة، بل تندرج ضمن استراتيجية توسع تسعى الجماعات من خلالها إلى بناء “نقاط ارتكاز جديدة” قريبة من حدود موريتانيا، مما قد يُحدث تأثيرًا غير مباشر على الوضع الأمني بالمغرب الذي يشترك مع موريتانيا في رهان استقرار الساحل والتصدي للتمدد الإرهابي بالمنطقة.

بالنسبة للمغرب، الذي رسّخ حضوره في إفريقيا الغربية من خلال التعاون الأمني والاستثمار الاقتصادي والدبلوماسية الثقافية والدينية، فإن زحف الجماعات المسلحة نحو حدود حليفته موريتانيا يفرض عليه قراءة جديدة للمشهد الأمني الإقليمي.

التحرك الحالي لا يقتصر فقط على “نصرة الإسلام والمسلمين”، بل يتزامن أيضًا مع رصد نشاط لخلايا تابعة لتنظيم داعش بالصحراء الكبرى، في مشهد يؤكد احتدام التنافس بين الجماعات الإرهابية على مناطق النفوذ. وهذا ما يزيد من تعقيد المعادلة الأمنية، ويدفع المغرب إلى تعزيز أدوات اليقظة والرصد الاستباقي، خاصة في ظل انشغاله بتأمين المنافذ الجنوبية وتأطير تدفقات الهجرة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
alkachef med
المعلق(ة)
3 يوليو 2025 21:10

هذه المجموعات الإرهابية كلها يمولها و يسلحها النظام العسكري الكرغولي الذي يستوجب تصنيفه من بين الدول الراعية للإرهاب ومن الدول المارقة كإيران و غيرها وهذا كله من أجل خلق مشاكل لا حصر لها للمغرب كما فعل بوخروبة حينما قال يوما بأنه وضع حجرة في حذاء المغرب ليتعثر ولم يبلغ مبتغاه في الوحدة الترابية و التنمية

احمد
المعلق(ة)
3 يوليو 2025 11:41

هذه الجماعات قد تستغلها مخابرات عبلة لتزويدها بمعلومات استخبراتية ولاحذات تغرة في الحدود الموريتانية الهشة تمكن جماعة البوليزاريو من ايجاد منافد للتسلل عبر التراب الموريتاني والقيام بهجومات ارهابية تستهدف السمارة والمناطق القريبة منها.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x