2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الملك محمد السادس يكرم جيل ”موغا” في فرنسا (صور)

في سابقة هي الأولى من نوعها، استضافت القنصلية العامة للمملكة المغربية في رين حفل خاص أمس الخميس 3 يوليوز الجاري، لتكريم الأجيال الأولى من المهاجرين المغاربة الذين وصلوا إلى فرنسا بين عامي 1956 و1962.
حفل التكريم تكلف به الملك محمد السادس، وشملت المبادرة السفارة المغربية في باريس والقنصليات العامة السبع عشرة المنتشرة في أنحاء فرنسا.
وفي الوقت الذي يحتفي فيه المغرب بتكريم الأجيال الأولى من مهاجريه في فرنسا، تبرز قصة فيليكس موغا (Félix Moga)، الشخصية المحورية التي لعبت دوراً حاسماً في تنظيم واستقدام أولى دفعات العمال المغاربة إلى الديار الفرنسية بعد استقلال المغرب عام 1956.
كان فيليكس موغا، الذي شغل منصبا عسكريا، ثم مراقبا مدنيا في المغرب خلال فترة الحماية الفرنسية، يمتلك معرفة عميقة بالنسيج الاجتماعي والاقتصادي المغربي. هذه الخبرة مكنته من أن يصبح مديراً للديوان الوطني للهجرة في المغرب، وهو المنصب الذي منحه صلاحية التفاوض وتوقيع الاتفاقيات الرسمية الأولى لاستقدام اليد العاملة المغربية إلى فرنسا، خصوصا من الجنوب الشرقي للمملكة.

خلال حفل التكريم، أكدت القنصل العام للمملكة المغربية في رين، مريم طالب، أن هذا التكريم “مهم لأنه يجسد روابط الصداقة الفرنسية المغربية العريقة، ويحمل رسالة تقدير لهذا الجيل والأجيال القادمة”. وأشارت إلى أن المغاربة يشكلون إحدى أكبر الجاليات ذات الأصول الأجنبية في الغرب الفرنسي، حيث يبلغ عددهم حوالي 65 ألف مواطن مغربي، منهم 22 ألفاً في منطقة بريتاني وحدها.
في هذا الحفل، تم تقليد العربي علوان، البالغ من العمر 85 عاماً والمقيم في نانت، وسام الاستحقاق للمملكة المغربية. علوان، الذي ينشط بشكل خاص من خلال جمعية “المهاجرون الفرنسيون 44″، غادر أكادير إلى أوروبا سنة 1960، واستقر في نانت سنة 1970 بعد عمله في صناعة السيارات. وعبر عن امتنانه قائلاً: “نشأت في الدار البيضاء، مع فرنسيين ويهود. لم نكن تعساء… أشكر فرنسا على ترحيبها بي. بالنسبة لي، العيش في نانت والمغرب شيء واحد”.

وأمام حوالي خمسين ضيفاً، قامت القنصل مريم طالب بتقديم وسام الاستحقاق لعلوان بالإضافة إلى تذاكر طيران لرحلة إلى المغرب، تقديراً لمساهماته. وأوضحت طالب أن “هذا الجيل الأول ساهم مساهمة حاسمة في النمو الاقتصادي لفرنسا وتنمية المغرب”، مضيفة أن التكريم “يذكرنا بأن العلاقة بين المغرب وفرنسا متجذرة في تاريخ إنساني ملموس” ويقدم “نموذجاً للصمود والكرامة للأجيال الحالية”.

ولم يخلُ الحفل من لمسة وطنية وحماس رياضي، حيث غطت إحدى جدران قاعة الاستقبال في القنصلية ملصق ضخم يعلن عن استضافة المغرب لكأس الأمم الأفريقية بين دجنبر 2025 ويناير 2026. هذا الحدث الرياضي الهام يُنظر إليه على أنه محرك رئيسي للنمو والتأثير، و”مجسم” لكأس العالم 2030، ما يعكس تطلعات المغرب ودوره المتنامي على الساحة الدولية.
