تعليق الجمارك التجارية في معبر بني انصار يثير قلقاً في مليلية المحتلة

أوقفت السلطات المغربية، عبر مراسلة رسمية وُجّهت إلى الجمارك الإسبانيّة بمليلية المحتلة، عن توقيف غير محدد المدة للعمل بالمعبر التجاري بني انصار، الذي يربط الناظور بمدينة مليلية المحتلة، مما خلف حالة من الغموض والاستياء في أوساط الفاعلين الاقتصاديين بالثغر المحتل.

وحسب ما أوردته صحيفة “El Faro de Melilla”، فقد جاء هذا التوقيف عقب أيام من محاولات فاشلة قام بها أحد رجال الأعمال المحليين، الذي حاول تصدير شحنة من الأجهزة المنزلية إلى الناظور دون جدوى، قبل أن يُبلّغ، صباح يومه الثلاثاء، بأن العمليات التجارية قد تم تعليقها فعلاً من طرف السلطات المغربية.

وفي الوقت الذي أكدت فيه مندوبية الحكومة بمليلية توجيه استفسارات عاجلة إلى مدريد لفهم خلفيات القرار المغربي، لم يصدر أي رد رسمي من السلطات الإسبانية في سبتة المحتلة، ما ترك المجال مفتوحاً أمام تساؤلات حول احتمال شمول التعليق للجمارك التجارية هناك أيضاً.

وفي هذا الصدد، أوضح مصدر مأذون فضل عدم ذكر اسمه نظرا لأنه لا يخول له الحديث للإعلام، أن الأمر يتعلق بتعليق لمدة محددة وليس توقفا دائما كما يتم الترويج له، وأن التعليق جاء بسبب إكراهات اكتظاظ المعبر خلال عملية “مرحبا 2025″، كون شريحة واسعة من الجالية المغربية المقيمة بالخارج تفضل السفر عبر العبارات نحو مليلية المحتلة ومنه عبر معبر بني انصار نحو الناظور والمدن المجاورة.

وأضاف المصادر ذاته، أن التعليق جاء كإجراء روتيني نظرا لأن عمليات التفتيش والتحقق من الوثائق القانونية وغيرها من الإجراءات المتعلقة بالشحنات التجارية تتطلب وقتاً طويلا من مختلف المصالح المتدخلة، وهو الأمر الذي قد يزيد من الاكتظاظ وبطئ الإجراءات في المعبر.

وتجدر الإشارة إلى أن الجمارك التجارية بمعبر بني انصار سجلت، منذ انطلاقها، مرور 42 شحنة تجارية، وسط دعوات من هيئات الأعمال بالثغر المحتل لتوسيع نطاق البضائع المسموح بها وتعزيز التعاون الجمركي. فيما تعتبر السلطات الإسبانية تشغيل هذه الجمارك خطوة “تاريخية”، لكنها تبقى رهينة الاستقرار السياسي والتنسيق الفعّال بين الطرفين.