لماذا وإلى أين ؟

تقوية العلاقات الإقتصادية مع إسرائيل يمنح المغرب موقعا تفاوضيا أقوى في ملفات إقليمية (لزرق)

في مؤشر على تصاعد الاهتمام الإسرائيلي بالأسواق المغاربية، أعلنت وزارة الاقتصاد والصناعة في تل أبيب عن تعيين أول ملحق اقتصادي رسمي بالمغرب، ضمن دفعة مكونة من عشرة ملحقين جدد تم توزيعهم على عدد من الدول الاستراتيجية.

تعيين أفيخاي ليفين على رأس المكتب الاقتصادي الإسرائيلي في الرباط ليس مجرد إجراء دبلوماسي روتيني، بل يحمل في طياته رسائل سياسية واقتصادية مركّبة، تُعبّر عن رغبة تل أبيب في ترسيخ حضورها في شمال إفريقيا من بوابة الاقتصاد، بعد سنوات من التحفظ والفتور الذي طبع العلاقات الثنائية.

تفاعلا مع هذه الخطوة، يرى أستاذ العلوم السياسية ورئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية، رشيد لزرق، أن تعيين أول ملحق اقتصادي إسرائيلي في المغرب يمثل خطوة جديدة نحو تفعيل الإمكانات الاقتصادية التي يوفرها التعاون الثنائي بين الرباط وتل أبيب. حيث تعكس هذه المبادرة رؤية استراتيجية لتوظيف العلاقات الدولية في خدمة التنمية الوطنية، خصوصًا عبر الاستفادة من التجربة الإسرائيلية في مجالات الابتكار، التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.

وأوضح لزرق في تصريح لصحيفة “آشكاين”، أن هذه الخطوة من شأنها أن تعزز موقع المغرب كشريك اقتصادي منفتح ومتوازن في محيطه الإقليمي والدولي، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الاستثمارات ونقل الخبرات، مشددا على أن توسيع هذا النوع من التعاون قد يسهم في خلق فرص شغل جديدة وتطوير قطاعات حيوية كالفلاحة الذكية والطاقات المتجددة والصناعات المرتبطة بالتقنيات الحديثة.

من جهة المملكة، فإن هذه الخطوة تعتبر على المستوى المحلي ترجمة لسياسة خارجية براغماتية تسعى لتعزيز موقع المغرب كشريك موثوق ومستقر في محيط متقلب، وتعكس توجه الدولة نحو تنويع شراكاتها الاقتصادية وتوسيع آفاق الاستثمار، بما ينسجم مع الرهانات التنموية الوطنية.

أما على المستوى الدولي، فإن هذه المبادرة تؤكد، وفق المحلل السياسي، التزام المغرب بلعب أدوار إقليمية متوازنة، تجمع بين الانفتاح الاقتصادي والاستقرار السياسي، مما يعزز صورته كشريك يحظى بثقة القوى الدولية.

وخلص رئيس مركز شمال إفريقيا للدراسات والأبحاث وتقييم السياسات العمومية بالإشارة إلى هذه الدينامية تمنح المغرب موقعًا تفاوضيًا أقوى في عدد من الملفات الإقليمية، وتؤكد حضوره كفاعل مسؤول ومنفتح في علاقاته مع مختلف الأطراف.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 12:45

يقول المتل المغربي: لا يجب شراء العصى قبل الغنم، ولا يجب وضع كل البيض في سلة واحدة، كما لا يجب الخلط بين مواطنين يهود لهم إخلاص لخدمة المغرب كوطن للاجداد، وبين سياسة إسرائيل التي تخدم اجندات محددة قد تضر بمصالح البلاد.

عبدالمجيد جرومي
المعلق(ة)
11 يوليو 2025 19:31

حسبنا الله و نعم الوكيل
تفعلون نكاية في الشعب المغربي العربي المسلم.
لا بارك الله لكم، و شتت شملكم، و ضيق عليكم الرزق و منع عنكم القطر حتى ترجعوا الى الله.

محمد
المعلق(ة)
11 يوليو 2025 19:19

افكر في قيلش

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x