لماذا وإلى أين ؟

كنون: حراك بوكماز “مخالف للدستور” وقيادة رئيس جماعة له “كارثة”

سارعت السلطات إلى ”إخماد” الحراك الذي شهدته منطقة ”أيت بوكماز” باقليم أزيلال، وذلك عبر الإستجابة للمطالب الإجتماعية التي قادت، مئات الأشخاص، إلى قطع عشرات الكيلومترات، مشيا على الأقدام، في اتجاه عمالة أزيلال.

وعاد المتظاهرون إلى حال سبيلهم، عبر وسائل نقل خصصتها السلطات المحلية، بعد لقاء مع عامل المدينة، مساء أمس الخميس 10 يوليوز الجاري، الذي وعد منظمو ”مسيرة الكرامة” بالإستجابة لمطالبهم المتمثلة أساسا في توفير طرق لائقة، والرفع من جودة الصحة، والحصول على شبكة الهاتف والانترنت، ومدرسة…، وغيرها من المطالب ذات صبغة اجتماعية محضة.

وسبق أن شهدت مناطق ”نائية” بالمغرب، احتجاجات على شكل حراك اجتماعي، كان أبرزها في مدينة الحسيمة سنة 2016، حيث لا يزال قادته يقبعون في السجن، ونفس الأمر أيضا تكرر في جرادة، وكذلك احتجاجات زاكورة، أو ما يسمى بـ ”حراك الماء”.

وقد تخللت أحداث عنيفة ومواجهات بين السلطات والمحتجين، النماذج المذكورة. لكن في حراك ”أيت بوكماز”، لم يتكرر المشهد، بل ”تُركت” المسيرة إلى أن وصلت إلى وجهتها وهي العمالة، بل جلس عامل الاقليم إلى طاولة الحوار مع المتظاهرين، معبرا عن استعداد السلطات الإقليمية لتنزيل كافة المطالب في أقرب الآجال، لتنتهي المسيرة.

تفاعلا مع ما جرى في أزيلال، قال المحلل السياسي ورئيس المرصد الدولي للدراسات الاستراتيجية، الحسين كنون، إن ما يُعرف بـ “الحراك” “دخيل على المغرب وعلى الديمقراطية”، مؤكدا أنه قد يمس بالسلم والأمن العموميين للبلاد.

وأوضح كنون، متحدثا لجريدة ”آشكاين” أن الدستور المغربي لسنة 2011، الذي وصفه بـ “المتقدم الديمقراطي الحداثي”، قد ضمن مجموعة من الحقوق والحريات الجديدة، أبرزها حق التظاهر السلمي. لكنه شدد على أن هذه الحقوق “لا يجب أن تستعمل في غير ما أعد لها، أو أن تستعمل في وجه قد يمس بالسلم والأمن العموميين للبلد”.

وفي سياق حديثه عن مميزات المغرب، أشار المحامي بهيئة القنيطرة إلى “وجود مؤسسة ملكية صمام أمان أمام الدولة الأمة”، بالإضافة إلى تمتع المملكة بـ “السلم والأمن اللذين يُشكلان مصدر التنمية المنشودة”.

وانتقد كنون فكرة اللجوء إلى “الحراك” كوسيلة للتعبير، معتبرا أن الجهات الـ 12 للمملكة تضم منتخبين محليين ونوابا يمثلون الساكنة وأغلبية تقود الحكومة، “مسؤولون على تنزيل السياسات العمومية في التنمية وخلق التوازن وتوفير الخدمات”.

وحذر من أن فتح الباب أمام “الحراكات” قد يولد “احتجاجات في مناطق أخرى” ويؤدي إلى “نوع من الفوضى” ويخلق ” اللامن واللاسلم”.

وأكد كنون على أن حرية التعبير والتظاهر السلمي مقبولة، لكنه شدد على ألا “يتحول الحراك إلى المس بسلم البلد، في ظل الدولة المسؤولة”. وعرض بديلا لمواجهة ضعف الحكومة، يكمن “عقابها في الانتخابات المقبلة عن طريق عدم التصويت لها”. كما ذكر وجود “مؤسسة ملكية دستورية اجتماعية تسعى للتنمية بتوجهات سامية من الملك، وأيضا سلطات محلية”.

وعلى الرغم من إقراره بوجود “نقط ضعف” في المجالين الحضري والقروي، إلا أنه أشار إلى أن الدولة تحاول التغلب عليها عبر “تنزيل النموذج التنموي الجديد” واستعدادها لتنظيم “المونديال” الذي أدخل المغرب في شراكات دولية.

ووصف المحامي ذاته “الحراك” بأنه “انحراف على ممارسات الحقوق والحريات العامة وانحراف على الممارسة الديمقراطية”، مؤكداً أن “العملية الديمقراطية تمارس في صناديق الاقتراع”. وتساءل: “هل اختار أولئك السكان ممثليهم؟”، مشيرا إلى أن الحل يكمن في محاسبة هؤلاء الممثلين عبر “عقابهم بالتصويت” أو “تقديم استقالتهم”.

وفي سياق متصل، اعتبر كنون أن قيادة رئيس جماعة حالي أو سابق للحراك “أمر كارثي وبدعة وعيب”، متسائلاً عن دور الحزب السياسي الذي ينتمي إليه.

وخلص كنون إلى أن القانون “لا ينص على الحراك، في حين ينص على التظاهر السلمي بناء على ترخيص من السلطات المحلية”، مستثنيا التظاهر العفوي للتعبير عن الفرحة، في فوز المنتخب المغربي لكرم القدم مثلا.

وأشار إلى أن الحراك، بالمفهوم الذي يُتحدث عنه، “يخالف الدستور، يخالف القوانين ذات الصلة، يخالف قوانين التجمعات العامة”.

وقال إن “الأولى لسلم البلاد، أما التنمية ستأتي بالتدرج”، وأن الساكنة بإمكانها اللجوء إلى وسائل أخرى كالعرائض، متسائلاً “لماذا اللجوء إلى الحراك للي ذراع السلطة المحلية ومن خلالها الدولة”.

يذكر أن مسيرة ساكنة منطقة آيت بوكماز، تنادي بـ: “إصلاح وتهيئة الطريق الجهوية 302 (تيزي نترغيست) والطريق 317 (آيت عباس)، وتوفير وسائل النقل كمطلب أساسي لفك العزلة، وخاصة النقل المدرسي لمحاربة الهدر المدرسي”.

بالإضافة إلى المطالبة بـ”توفير طبيب قار بالمركز الصحي المحلي وتجهيز هذا الأخير، تحسين الولوج للخدمات الصحية وتقريبها إلى الساكنة وتوفير سيارة إسعاف، توفير تغطية شاملة لشبكة الهاتف والإنترنت، إحداث ملاعب القرب وفضاءات خاصة بالشباب”.

وكذا ”الدعوة لفتح مركز تكوين في المهن الجبلية، بما يتماشى مع خصوصيات المنطقة ويوفر فرص شغل محلية.

بناء مدرسة جماعية للتشجيع على الدراسة، خاصة في وسط الفتيات، بناء سدود تلية لحماية الهضبة من الفيضانات، ربط الدواوير بشبكة الماء الصالح للشرب”.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

13 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
ابوسالم
المعلق(ة)
13 يوليو 2025 13:22

عندما يطالب الشعب بحقھ فان ھذا الطلب منافي للدستور.وعندما يكون رءيس جماعة وھو ممثل الشعب في مقدة المحتجين فھذه كارثة.ما ھذا الھراء!

احمد
المعلق(ة)
13 يوليو 2025 12:20

لا ديمقراطية بدون وجود ديمقراطيين، وفتح الفضاء العمومي للتظاهر السلمي بدون وجود احزاب قوية تؤطر التظاهر السلمي وتتفاعل مع المواطنين هي علامة على الفراغ القاتل وإندار بوجود خلل في مربع السلطة التي تتدخل في الاحزاب وفي شؤونها الداخلية عبر محاولة تطويقها ضمن خانة محدودة لتأتيت المشهد الانتخابي وتشكيل اغلبيات غير منسجمة لصياغة برامج على المقاس لا تراعي الهواش المنسية.

علي
المعلق(ة)
13 يوليو 2025 11:49

الدكتور يقول الاحتجاج ليس دستوري, و تجويع الناس و تهميشهم دستوري يا دكتور ؟

جلال
المعلق(ة)
13 يوليو 2025 11:25

كاتب هذه الخزعبلات يغرد خارج السرب وبعيد كل البعد عن التوجيهات الملكية الحكيمة

مريمرين
المعلق(ة)
13 يوليو 2025 11:13

.. وا سي كنون واش تيضرك راسك إلى الناس طالبت بحقها المكفول دستورية !؟
الأجدر هو التوجه لمن يدرون الشأن العام و خصوصا أن رئيس الحكومة كان مسؤولا مباشرا عن ملف التنمية القروية.. الأجدر هو
المطالبة بالتحقيق في ملف التنمية القروية .. أما الساكنة فقد ضاقت بها السبل أمام تنكر الحكومة لوعودها ، لهذا
قامت بحراك سلمي وفي غاية الانضباط، ولا داعي لشيطنة من يلح في المطالبة بحقوقه.

الهدهد
المعلق(ة)
13 يوليو 2025 09:53

محامي تاخير الزمان.

Moh
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 23:53

ياودي المواطن ما بقى تايق حتى فشي حزب..ولا سياسيين ..داك الشي علاش مشاو عند السلطات اللي تاتكون محايدة “افتراضا” يعني المواطن عندما يمارس حقه في التظاهر السلمي المرخص له او غيرمرخص فهو يعبر عنعدم رضاه بحالة المشهد السياسي ككل..لانه مدرك لاصل كل الادواء…الا وهو ما كاين سياسة فهاد البلاد بل تابانضيت والصعلكة والاستاذ واقع فتناقض غير مفهوم بينما يجيز التظاهر السلمي في نفي الوقت يقول عنه ليس دستوري!!! الاستاذ قالك لا بأس بالشغب الكروي (على اعتبار ان احتفالات الكرة غاابا يشوبها شغب)ما كل هذا التناقض والدفع فب الاتجاه المضلل؟؟؟!

Med007
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 23:46

الهرطقة و الاستحمار في ابرز تجلياته

حسن البركاني
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 23:16

انك شاهد زور متحامل على الحق عونا للظلم
زعما في نظرك هاذ الناس شبعوا الخبز والرفاهية وخرجوا جاحدين لنعمة المخزن. أقسم بالله ان هذا المحلل لا يعرف اين جاءت آيت بوگماز ولا فكرة لذيه على ظروف معيشة أهلها. خاصنا انصيفتو يماك لتما تفوت المشتا باش تعود توزن اكلامك. ولكن مصيبتنا في المغرب مع أمثال هؤلاء الادعياء المحاربين لحقوق الناس .

ابو زيد
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 22:13

هذا النوع من التحليل فوقي و مع كل الاحترام لم يكن ليكون نابعا من اي انسان يعيش و يتوكل في المغرب الغير النافع!!
هذا النوع من التحليل يصب الزيت على النار في نظري…و لا يساهم في إيجاد مخرجات لقضايا و هموم الشعب!!
المغاربة يحبون الملك.المغاربة يحبون بعضهم.المغاربة يحبون و يتنفسون تراب الوطن!!
و عدم الاعتراف بوجود خلل في مناطق عدة في المغرب لا ينقص من وطنية احد و لا بفهمه للديمقراطية!!
اخر استطلاع للرأي يظهر ان اكثر 70 في المئة من الشباب لا يثقون في السياسيين و المنتخبين….عدد ملفات فساد النتخبين في ارتفاع…و بعض رجال السلطة فشلوا و تم اما عزلهم او الحاقهم بالإدارة المركزية….ما دام الامر تم بطريقة سلمية و حضارية بمطالب واقعية فان الامر قمة فهم الديمقراطية حتى من السلطة التي استقبلت الناس…و نحن لسنا في الجزائر و لله الحمد.

لحو
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 22:12

لو طبق الدستور و لو بنسبة 50 في المائة لما احتاج احد الى حراك او غيره يا استاذ

Brahim
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 20:30

هذا ما باغي حتا واحد اهضر حقو!!!
هزلت!

Chami
المعلق(ة)
12 يوليو 2025 20:04

محامي خارج التغطية لانه يعيش في مدينة تتوفر على كل متطلبات الحياة، لا يعيش في عزلة تامة. عليه ان يجرب العيش هناك كما جربت ذلك كرجل تعليم، في مكان نائي لا يتوفر على الكثير من الأشياء ثم بعد ذلك لن يقول ما قال.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

13
0
أضف تعليقكx
()
x