2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
نشطاء يستعدون للإبحار إلى جزيرة ليلى احتجاجاً على الحزب الشعبي الإسباني

تستعد مجموعة من النشطاء المغاربة، من بينهم مغاربة يحملون الجنسية الإسبانية، للإبحار نحو جزيرة ليلى (جزيرة “بيريخيل”) بسواحل قرية بليونش، احتجاجاً على مشاركة ممثل جبهة البوليساريو في مؤتمر الحزب الشعبي الإسباني. وتضم المجموعة 94 ناشطاً يستعدون للإبحار من منطقة بليونش قرب سبتة المحتلة، تحت إشراف “لجنة التنسيق من أجل تحرير سبتة ومليلية”، التي يرأسها السياسي السابق يحيى يحيى.
وحسب صحيفة “إل إسبانيول” الواسعة الانتشار، فسيحمل النشطاء الأعلام المغربية، في خطوة رمزية تعتبر، حسب القائمين على المبادرة، “رسالة تحذير للحزب الشعبي الإسباني” من مغبة التعامل مع من وصفوهم بـ”الانفصاليين”. ويعتبرون دعوة عبد الله العربي، ممثل جبهة البوليساريو في إسبانيا، “إهانة للمغاربة كافة”، مشددين على أنهم مستعدون للذهاب لأبعد الحدود دفاعاً عن السيادة المغربية.
وأفاد يحيى يحيى، في تصريحات للصحيفة الإسبانية، أن هذه التحركات تأتي بعد سنوات من تجميد نشاط اللجنة، مؤكداً أن قرار العودة جاء بإجماع قياداتها، كرد فعل على ما اعتبروه “استفزازاً مباشراً لوحدة المغرب”. ورغم أن العملية كانت مقررة خلال عطلة نهاية الأسبوع، إلا أن سوء الأحوال الجوية والرياح القوية حالت دون انطلاقها، في انتظار تحسن الطقس.
القائمون على العملية أكدوا أنهم لم يواجهوا أي عراقيل أمنية أو محاولات للمنع، معتبرين أن ذلك دليل على وجود “تساهل ضمني” أو “غياب نية حقيقية لمنعهم”، ما شجعهم على مواصلة خطتهم للنزول فوق الجزيرة التي يعتبرونها “تراباً مغربياً مغتصباً”.
وتعيد هذه التطورات إلى الأذهان أزمة جزيرة ليلى في صيف 2002، حين شهدت توتراً عسكرياً بين المغرب وإسبانيا، وانتهت باتفاق يقضي بإبقاء الجزيرة دون سيادة واضحة لأي من البلدين، في إطار ما يُعرف بـ”الوضع القائم”. وهو ما يجعل أي تحرك نحو الجزيرة موضوعاً حساساً قد يُجدد التوتر الدبلوماسي بين الرباط ومدريد.
هناك ايضا شق سياسي يقوم عليه التصور الاديولوجي لحزب فوكس، والذي يتماهى مع العداء الذي تكنه الجارة الشرقية للمغرب، والذي تضرر كتيرا بفعل تحسن العلاقات الدبلوماسية بين الحزب الاشتراكي الحاكم والمغرب وتطور علاقات التعاون بين البلدين الى حدود اندماج مكونات مغربية في إسبانيا في التعبئة الاجتماعية والثقافية، وانخراطها في اوراش التعاون وتقديم الدعم في الكوارث الطبيعية التي عرفتها إسبانيا مما ادى الى تحسن الصورة الايجابية للمهاجر المغربي، وهو ما كان يضرب في الصميم اديولوجية العداء والمغالطات التي يروجها حزب فوكس واطراف تلتقي معه في الهدف والاجندة التي تبني عليها تصورها السياسي لقيادة المرحلة المقبلة من الانتخابات.