استقالة تكشف تصدُّعاً داخل “البام” بأصيلة

في خطوة سياسية غير مسبوقة، أعلن إلياس لزعار، رئيس لجنة المالية بمجلس جماعة أصيلة، استقالته من منصبه، كاشفا عن خلافات حادة داخل فريق حزب الأصالة والمعاصرة، الذي يسير المجلس بأغلبية مريحة. لزعار، الذي ينتمي لنفس الحزب، وجه في بث مباشر على “فيسبوك” انتقادات شديدة لرئيس المجلس الدكتور طارق غيلان، متحدثا عن “واقع سياسي مضطرب” و”مخطط إقصائي” يستهدف الأصوات المعارضة داخل الأغلبية.

الاستقالة جاءت بعد محاولات، وصفها لزعار بـ”التحالف الانقلابي”، لإبعاده عن اللجنة، مشيرًا إلى تدخل جهات خارجية تؤثر على قرارات المجلس. كما اتهم رئيس المجلس بالعجز عن مواجهة هذا النفوذ، مما أدى – حسب تعبيره – إلى تهميش دور الجماعة وغياب الحكامة، خصوصًا في ملفات مثل “الباسيو” و”الفيريا” وفتح ملعب القرب خارج المساطر القانونية.

الخرجة الإعلامية التي دامت حوالي ساعتين أثارت جدلاً واسعًا بين متابعي الشأن المحلي، إذ اعتبرها البعض خطوة جريئة لكشف المستور في تسيير جماعة أصيلة، بينما انتقدها آخرون متسائلين عن دوافع تأخر لزعار في كشف هذه الحقائق. ومع ذلك، أكد لزعار تمسكه بدوره الرقابي رفقة فريق من مستشارين آخرين داخل المجلس، متوعدًا بكشف مزيد من “بؤر الفساد” في المرحلة المقبلة.

تصريحات لزعار وضعت حزب الأصالة والمعاصرة في موقف حرج داخل المدينة التي منحته غالبية مريحة في الانتخابات، وأثارت أسئلة حول مستقبل التحالفات السياسية وسلامة التسيير داخل المجلس، الذي باتت تصدعات أغلبيته واضحة للعيان بعد وفاة رئيس المجلس السابق محمد بنعيسى.