لماذا وإلى أين ؟

صفية، شابة صحراوية عالقة بالجزائر مهددة بالتصفية الجسدية لرفضها البقاء مع البوليساريو

صفية، شابة تبلغ من العمر 19 عامًا وتحمل الجنسية الإسبانية، تجد نفسها منذ أكثر من عام ونصف محتجزة في الجزائر، بعد أن منعتها أسرتها البيولوجية من العودة إلى إسبانيا، بدعوى رفضها الزواج والبقاء في مخيمات تندوف.

الفتاة، التي كانت قد انتقلت للعيش في إشبيلية عندما كانت في الثامنة من عمرها ضمن برنامج استقبال إنساني، قررت في فبراير 2024 زيارة والدتها البيولوجية في المخيم، قبل أن تتحول الزيارة إلى كابوس بعد أن أخفي جواز سفرها وجرى تهديدها بالتصفية الجسدية إن حاولت المغادرة.

وبحسب تصريحات صفية لوسائل إعلام إسبانية، فإنها تعرضت لضغوط شديدة من أفراد أسرتها الذين أصروا على إقناعها بالانتقال إلى المخيمات التي تسيرها جبهة البوليساريو الانفصالية بقوة السلاح، بل وصل الأمر إلى تهديد مباشر من أحد أعمامها الذي توعدها بقطع رأسها إن حاولت الفرار. 

وحسب مصادر إعلامية إسبانية، فإن محاولة هروب فاشلة من مطار جزائري في ماي 2024 كشفت عن تدخل جبهة البوليساريو، التي سحبت تصاريح سفرها بمساعدة من السلطات الجزائرية، رغم كونها راشدة وتحمل جوازًا إسبانيًا، لتجد نفسها عالقة داخل الجزائر دون أي سند قانوني يسمح لها بالخروج.

وفي مواجهة هذا الوضع، لجأت صفية للاختباء في العاصمة الجزائرية حيث تقيم في ظروف بالغة الصعوبة، تقول إنها تخرج فقط للضرورة القصوى ويرافقها بعض معارفها لحمايتها من خطر التعقب. ورغم أنها على التراب الجزائري، تؤكد السلطات الجزائرية حسب المصادر ذاتها، أنها غير قادرة على التدخل، بدعوى أن المسألة من اختصاص جبهة البوليساريو.

ومن جانبها، حاولت المفوضية الأممية لشؤون اللاجئين (UNHCR) التحرك بعد تلقيها بلاغًا بشأن الواقعة، كما قامت أربع نائبات من البرلمان الإسباني بمراسلة الجبهة الانفصالية مباشرة لطلب توضيحات حول تضييقها على الشابة، لكن مسؤولي الجبهة في الجزائر لم يتجاوبو بشكل ملموس، رغم أن القنصلية الإسبانية أصدرت وثيقتي سفر في مناسبتين لتسهيل عودة صفية، في مايو 2024 وفبراير 2025، لكن البوليساريو رفضت إصدار “أمر بالمهمة” الذي لا يُعد شرطًا قانونيًا لدخول التراب الإسباني.

هذه العراقيل السياسية جعلت من وضع صفية قضية إنسانية تُطرح بقوة داخل الأوساط الحقوقية والإعلامية في إسبانيا، في ظل عجز مؤسسات الدولة عن فرض إرادتها لحماية واحدة من مواطناتها، وفق المصادر.

ماريسول، الأم الإسبانية بالتبني، شجبت في تصريحاتها “الصمت غير المبرر” تجاه ما وصفته بـ”الاختطاف العائلي”، مؤكدة أن صفية كانت فتاة مثالية ومندمجة تمامًا في المجتمع الإسباني، وتم انتزاعها من حياتها بشكل غير إنساني. وأكدت أن العائلة البيولوجية تريد تزويجها بالقوة، في مخالفة صريحة لحقوق الإنسان، مشيرة إلى أن الفتاة تعيش اليوم تحت الخوف الدائم من أن يتم العثور عليها من قبل الجبهة الانفصالية أو أقاربها.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
16 يوليو 2025 13:13

هذه الشابة يجب ابلاغ صوتها للسلطات الاسبانية باعتبارها مواطنة إسبانية ومطالبة الامم المتحدة بالتدخل لتخليصها من الاسر والاحتجاز.

TNATI
المعلق(ة)
15 يوليو 2025 19:13

c”est ça le problème de l’hypocrisie humaine oû les organisations de droit de l’homme? où l’ONU et ses branches de droit de l’homme ? Où les militants du monde entier qui ne visitent jamais Tindouf? Où les militants qui se rendent au Maroc espionner soit disant pour le respect de droit de l’homme!!!! où l’ONU QUI NE JURE QUE DE DROIT DE L’OMME

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x