2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تدخل مغربي إسباني عاجل لوقف مواجهات المهاجرين واليمين المتطرف بتوري باتشيكو

دخلت السلطات المغربية ونظيرتها الإسبانية، من أعلى مستوى، على خط الاشتباكات العنيفة التي اندلعت بين جماعات يمينية متطرفة ومهاجرين مغاربة، في بلدة توري باتشيكو جنوب شرق إسبانيا، والتي خلفت إصابات واعتقالات.
ودعت سلطات البلدين، إلى ”الهدوء”، وأدانت بقوة مظاهر العنصرية التي رافقت الأحداث العنيفة، والتي تستهدف الجالية المغربية بشكل خاص.
وهكذا، أصدر كل من رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز والقنصلية العامة المغربية في مورسيا ومجلس الجالية المغربية في الخارج رسائل تدعو إلى “الهدوء وتدين جميع أنواع الأعمال العنصرية”.
وعبرت جميع الجهات المذكورة عن قلقها البالغ إزاء تصاعد التوترات ومظاهر الكراهية والعنصرية، ودعت إلى “السلام والتعايش الاجتماعي واحترام كافة الطوائف”.
وأكد سانشيز، في تغريدة على إكس (تويتر سابقا)، أن ”العنصرية تتعارض مع الديمقراطية، وأن ما يحدث في توري باتشيكو يمثل تحديا يتطلب التعبير عن الآراء والتصرف بحزم والدفاع عن القيم التي توحد المجتمع الإسباني”، واصفا إسبانيا في نفس التغريدة بأنه ”بلد الحقوق لا الكراهية”.
من جانبها، أصدرت القنصلية العامة المغربية بمورسيا بيانا رسميا استنكرت فيه “الأحداث المؤسفة التي اتسمت بالعنف والتحريض على الكراهية والأعمال العنصرية ضد أفراد الجالية المغربية المقيمة في بلدية توري باتشيكو”.
وأعربت القنصلية عن إدانتها التامة لهذه الاعتداءات وتضامنها الثابت مع الجالية، مؤكدة على تواصلها المستمر مع السلطات الإسبانية المختصة لضمان الحماية اللازمة لأفراد الجالية الذين يعيشون لحظات من الخوف والرعب الحقيقي.
كما نوهت القنصلية بالجهود الكبيرة التي تبذلها كافة المؤسسات الأمنية والمسؤولون المحليون لاحتواء الأزمة واستعادة الهدوء، وشجعت أفراد الجالية المغربية على ”التحلي بالاعتدال واتباع تعليمات السلطات المحلية”، وحثتهم ”على توخي الحذر في هذه الأوقات الصعبة”.

في سياق متصل، أدان مجلس الجالية المغربية بالخارج عبر مواقع التواصل الاجتماعي “كل أشكال العنف والعنصرية والوصم”، مؤكدا أن “الاحترام المتبادل والكرامة الإنسانية والتماسك الاجتماعي يجب أن يظل المبادئ الأساسية التي توحد مجتمعاتنا”.
رئيس بلدية توري باتشيكو، بيدرو أنخيل روكا، أكد بدوره أن الوضع أصبح ”تحت السيطرة بفضل تدخل قوات الأمن الإسبانية”، داعيا إلى مكافحة جميع أشكال الجريمة والقضاء على أي مظهر من مظاهر التطرف اليميني، في إشارة إلى الجماعات المتطرفة التي سافرت إلى المدينة لاستغلال التوترات الاجتماعية ومهاجمة الجالية المغاربية، وخاصة الجالية المغربية في المنطقة.
جدير ذكره، أن اشتباكات عنيفة قد اندلعت بين جماعات يمينية متطرفة وسكان محليين ومهاجرين من شمال أفريقيا في بلدة في جنوب شرق إسبانيا في وقت متأخر نهاية الأسبوع المنصرم.
وذكرت رويترز، نقلا عن مسؤولين محليين، أن خمسة أشخاص أصيبوا واعتقل شخص خلال الاضطرابات التي وقعت في توري باتشيكو، في واحدة من أسوأ الأحداث من نوعها في البلاد خلال العقود القليلة الماضية.
وأظهرت مقاطع فيديو نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي رجالا يرتدون ملابس تحمل رموز اليمين المتطرف ومهاجرين يرفعون علم المغرب وهم يتبادلون الرشق بينهم في أعمال العنف التي وقعت مساء أمس السبت، والتي جاءت بعد عدة أيام من الاضطرابات الأقل حدة.
وزادت حدة التوتر بين السكان المحليين والمهاجرين بعد أن تعرض مسن للاعتداء في الشارع يوم الأربعاء الماضي، مما تسبب في إصابته بجروح يتعافى منها في المنزل. ولم تتضح أسباب الاعتداء ولم تعتقل السلطات أي شخص فيما يتعلق بتلك الواقعة.
وقالت ماريولا جيفارا ممثلة الحكومة المركزية في المنطقة للتلفزيون الإسباني إن الهجوم قيد التحقيق. ونددت جيفارا بما قالت إنه “خطاب الكراهية” و”تحريض على العنف” في وقت تحركت فيه جماعات يمينية متطرفة إلى البلدة. وقالت إن السلطات ستنشر المزيد من قوات الحرس المدني للتصدي لأعمال العنف.
وتشير بيانات الحكومة المحلية إلى أن ما يقرب من ثلث سكان توري باتشيكو من أصول أجنبية. ويسكن في المنطقة المحيطة بالبلدة، التي تقع في منطقة مرسية، أعداد كبيرة من المهاجرين الذين يعملون بأجر يومي في الزراعة، وهي إحدى ركائز الاقتصاد في تلك المنطقة.
وقبل أقل من أسبوعين، اضطرت حكومة مرسية إلى التراجع عن اقتراح شراء مساكن لإيواء المهاجرين القصر غير المصحوبين بذويهم بعد أن تعرض حزب الشعب المحافظ الحاكم للتهديد من حزب فوكس اليميني المتطرف، الذي يحتاج الحزب إلى دعمه للتصديق على القوانين.
وفي 2000، اندلعت احتجاجات عنيفة مناهضة للهجرة في بلدة ألميريا في إليخيدو في جنوب إسبانيا بعد مقتل ثلاثة إسبان على يد مهاجرين مغاربة.