2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
وفد عسكري جزائري رفيع يطير إلى موريتانيا

في وقت تتصاعد فيه حدة التوترات الأمنية والسياسية في منطقة الساحل والصحراء، حلت بعاصمة موريتانيا نواكشوط بعثة عسكرية جزائرية رفيعة المستوى في زيارة رسمية استمرت ثلاثة أياملـ”تعزيز التعاون العسكري بين البلدين الجارين”، حسب ما أعلن عنه الجيش الموريتاني في صفحته الرسمية،
الوفد الجزائري، الذي ضم مسؤولين عسكريين بارزين، قام بزيارة عمل إلى الكلية الوطنية للقيادة والأركان التابعة لقيادة أركان الجيوش الموريتانية.
ووفق ما أعلنه الجيش الموريتاني عبر صفحته الرسمية على “فيسبوك”، فإن الزيارة جاءت في سياق “توثيق أواصر الشراكة العسكرية وتبادل الخبرات، في ظل التحديات الأمنية المتزايدة التي تواجهها المنطقة”.
وكان في استقبال الوفد الجزائري؛ قائد الكلية، العقيد سيدي محمد ولد حمادي، الذي عقد جلسة عمل مع نظرائه، تناولت أوجه التعاون بين المؤسستين العسكريتين، وخاصة في مجالات التكوين القيادي، تبادل الخبرات وتعزيز الكفاءة العملياتية.
كما قدمت للوفد خلال زيارته عروض تعريفية حول البنية الأكاديمية والتدريبية للكلية الوطنية للقيادة والأركان، شملت جولة ميدانية داخل مرافقها، تم خلالها تقديم شروح مفصلة عند كل محطة.

تأتي هذه الزيارة في وقت حساس تمر فيه منطقة الساحل والصحراء بتعقيدات أمنية متفاقمة، وسط تصاعد الهجمات الإرهابية، وتزايد التحديات العابرة للحدود من تهريب وهجرة غير نظامية. كما تأتي بعد أسابيع من منع الجيش الموريتاني مليشيات البوليساريو من اختراق ترابه من أجل توجيه ضربات للتراب المغربي.
كما شهدت نواكشوط خلال الأشهر الأخيرة أيضاً زيارة لوفد عسكري مغربي رفيع، في خطوة تعكس حرص الرباط على تعزيز علاقاتها الدفاعية مع موريتانيا، وتأكيد حضورها في معادلة الأمن الإقليمي المتغيرة.
زيارة الوفد العسكري المغربي، وإن جرت في أجواء مهنية، إلا أنها تحمل في طياتها رسائل سياسية وأمنية واضحة، في ظل ما يشهده المحور الرباط – نواكشوط من تنسيق متزايد، لا سيما في ملفات الأمن الحدودي، ومحاربة الهجرة غير النظامية، والجريمة المنظمة العابرة للحدود.
ويُنظر إلى هذه الزيارة كجزء من استراتيجية مغربية تهدف إلى تحصين العلاقات مع موريتانيا، خاصة مع ما تمثله الأخيرة من عمق استراتيجي وجيوسياسي للمغرب في الجنوب.