إنذار أخير لعمال “لاسامير” بعد عقد من الإهمال

أعلن المجلس النقابي للكونفدرالية الديمقراطية للشغل بشركة سامير (المصفاة المغربية للنفط في طور التصفية القضائية)، اليوم، عن نفاد صبره من الوضع المتدهور للشركة وحقوق عمالها، وذلك بعد عشر سنوات من التوقف والحرمان.

وفي بيان شديد اللهجة، شددت النقابة على أن الوضع بلغ حدا لا يطاق، مطالبة بـ “إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان”، ورافضة الاستمرار في التفرج على تدمير الأصول المادية للشركة والقضاء على رأسمالها البشري.

موقف الكونفدرالية الديمقراطية للشغل يأتي بعد اجتماع حاسم مع رئيس المحكمة الابتدائية التجارية والقاضي المنتدب، وقبيل لقاء مرتقب مع السنديك، حيت أكدت على ضرورة “الاستئناف الفوري للنشاط الطبيعي لمصفاة المحمدية والكف عن التلاعب بالمعلومات وخلط الأوراق بين المديونية والقضاء الوطني والتحكيم الدولي، الذي أضر بمستقبل الشركة وعمالها”.

وتركز مطالب الكونفدرالية على “تمتيع المأجورين والمتقاعدين بجميع حقوقهم المشروعة في الأجور والتقاعد”، مع “إيلاء اهتمام خاص لوضعهم الاجتماعي المأساوي”، خاصة فئة التقنيين الشباب، فالعمال، حسب ذات النقابة، “يعانون من اقتطاع أكثر من 40% من أجورهم، وتوقف اشتراكات التقاعد منذ الربع الثاني من عام 2016، إضافة إلى تعطيل مقتضيات الاتفاقية الجماعية”.

النقابة تعتبر الاتفاقية الجماعية “عقدا ملزما حتى في ظل استمرار النشاط تحت التصفية القضائية، وتطالب بتفعيل دور لجنة المقاولة في إعادة تنظيم العمل وسد الشواغر للحفاظ على أصول الشركة”.

المجلس النقابي يحمل السنديك والقاضي المنتدب وكل من يمسك بزمام الملف “مسؤولية توفير الموارد اللازمة للوفاء بحقوق المأجورين في التقاعد والأجور”، وتقترح الكونفدرالية “ترشيد النفقات عبر حماية مصالح سامير في الشركات الفرعية، وإبعاد المتورطين في إفلاس الشركة”، ووقف “التعويضات الغليظة” الممنوحة لهم في المجالس الإدارية، وإلغاء “عقود الكراء غير المربحة”، وفتح باب طلبات العروض لزيادة مداخيل الشركة.

وفي سياق متصل، عبرت الكونفدرالية عن استغرابها الشديد من إصرار الصندوق المهني المغربي للتقاعد (CIMR) على تطبيق فوائد “خيالية” لعدم أداء شركة سامير للاشتراكات في وقتها. واعتبرت النقابة أن هذا الموقف يعرقل جهود استرجاع حقوق المتقاعدين، ويتنافى مع الأهداف المعلنة للصندوق ومع الورش الوطني لتعميم التغطية الاجتماعية.

كما دعا المجلس النقابي جميع المأجورين والمتقاعدين بشركة سامير إلى المزيد من الوحدة والتضامن تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، وحثهم على الاستعداد للانخراط في جميع المبادرات المقبلة بهدف انتزاع الحقوق المسلوبة في الأجور والتقاعد والتغطية الصحية التكميلية للمتقاعدين، ومعالجة الوضعية المزرية للشباب ذوي السلالم الدنيا، ومناهضة ظاهرة “التكليفات بالمجان”.