عشاء إنفانتينو بمارينا أكادير يستنفر سلطات المدينة ويكشف هشاشة البنية المرورية (فيديو)

استنفرت الزيارة الخاصة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو، سلطات مدينة أكادير مساء أمس الأحد، بعد أن قرر قضاء أولى لياليه في منتجع “تغازوت باي” السياحي، وخرج لتناول العشاء رفقة أسرته الصغيرة بأحد مطاعم مارينا أكادير المدينة، ما تسبّب في ارتباك مروري واسع على الطريق الساحلي الرابط بين أورير وأكادير، في ذروة عودة المصطافين من الشواطئ.

ففي حدود الساعة السابعة والنصف مساءً، وهو توقيت الذروة الصيفية، خرج موكب إنفانتينو من المنتجع الفاخر متوجهاً نحو المدينة، لكن اختياره لهذا التوقيت صادف اختناقاً مرورياً حاداً بسبب التدفق الكثيف للسيارات على المحور الساحلي، وهو ما دفع الأجهزة الأمنية والدرك إلى استنفار أجهزتها لتأمين مرور رئيس “الفيفا” بسلاسة، حيث تم إيقاف حركة عدد من العربات وتوجيه أخرى نحو طرق بديلة.

انتشر مقطع فيديو يوثق الازدحام والفوضى المرورية التي رافقت مرور موكب إنفانتينو، ما أثار ردود فعل غاضبة على منصات التواصل الاجتماعي، حيث انتقد عدد من المواطنين ما وصفوه بـ”تعطيل مصالح الناس من أجل شخصية رياضية”، متسائلين عن مدى أولوية تأمين مسؤول دولي على حساب المئات من السائقين والمصطافين العالقين في الزحام.

ورأى آخرون أن الواقعة تكشف عن هشاشة البنية التحتية المرورية في أكادير، التي لا تزال عاجزة عن استيعاب التدفق السياحي خلال فصل الصيف، ناهيك عن استضافة أسماء وازنة من عيار إنفانتينو، في وقت يروّج فيه المغرب لكونه مقبلاً على تنظيم محطات رياضية دولية كبرى، على رأسها كأس العالم 2030.

رغم تفهُّم البعض لمتطلبات تأمين تنقل رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم، خاصة أن الزيارة تأتي في سياق دبلوماسي رياضي عالي المستوى بمناسبة حضور إنفانتينو لمنافسات كأس أمم أفريقيا للسيدات، إلا أن التدبير الأمني الميداني أثار أسئلة حقيقية حول التخطيط الاستباقي، وقدرة المدينة على إدارة حالات مشابهة مستقبلاً دون المساس بانسيابية الحياة اليومية للمواطنين.

وتحوّلت أكادير خلال السنوات الأخيرة إلى وجهة سياحية ورياضية صاعدة، حيث تحتضن العديد من الفعاليات الوطنية والدولية، ما يضعها أمام تحديات كبرى تتعلق بتحسين البنيات الأساسية، سواء من حيث الطرق أو المرافق أو تدبير الحركية المرورية.

تبقى حادثة موكب إنفانتينو إنذاراً مبكراً بضرورة تطوير آليات التنسيق الأمني والمروري، وخلق مخطط تنقّل مرن لا يتعارض مع مصالح المواطنين، في ظل إقبال المغرب على استضافة بطولات رياضية كبرى، وعلى رأسها كأس العالم 2030 بمشاركة إسبانيا والبرتغال.