عملية أمنية غير مسبوقة للسلطات المغربية لوقف تسلل المهاجرين إلى سبتة المحتلة (إل موندو)

في خطوة أمنية غير مسبوقة، شددت السلطات المغربية مراقبتها على السواحل القريبة من معبر “تراخال” الفاصل بين الفنيدق وسبتة المحتلة، بعد موجة محاولات تسلل جديدة شهدتها المنطقة. وأفادت صحيفة “إل موندو” الإسبانية أن ما لا يقل عن 54 قاصرا وعددا من البالغين تمكنوا، الجمعة الماضية، من دخول سبتة سباحة، ما دفع السلطات المغربية إلى تعزيز حضورها الأمني البحري بشكل لافت منذ فجر السبت إلى غاية صبيحة يومه الاثنين. وانتشرت تسع قطع بحرية، بينها دوريات تابعة للبحرية الملكية والدرك الملكي وزوارق مطاطية خفيفة، لتأمين الساحل ومنع أي محاولات عبور جديدة.

مصادر في الحرس المدني الإسباني أكدت للصحيفة الإسبانية أن جميع محاولات التسلل التي جرت ليلة السبت والأحد تم اعتراضها من قبل الدوريات المغربية، وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذا الانتشار يعكس مستوى “عالياً من التعاون” بين الرباط ومدريد في ما يخص ضبط الحدود البحرية. في المقابل، عززت وزارة الداخلية الإسبانية تواجدها هي الأخرى من خلال إرسال دورية بحرية متطورة من ميناء الجزيرة الخضراء لدعم القوات المتمركزة في سبتة المحتلة.

ورغم هذا التشديد الأمني، تشير الصحيفة إلى أن المنطقة شهدت محاولات فردية جديدة خلال يوم الأحد، إذ ألقى عدد من الشبان بأنفسهم في البحر، ليتم توقيف معظمهم قبل بلوغ مياه الثغر المحتل. إلا أن سوء الأحوال الجوية والضباب الكثيف مكّنا ثلاثة شبان من تجاوز المراقبة والوصول إلى شاطئ سبتة، حيث جرى توقيفهم من قبل الحرس المدني وتسليمهم للسلطات المغربية بعد تقديم الإسعافات اللازمة لهم.

ورغم تكثيف الجهود الأمنية، لا تزال الضغوط على مراكز الاستقبال في سبتة المحتلة مرتفعة للغاية، إذ يؤكد المسؤولون المحليون أن المدينة تحتضن نحو 600 قاصر مقابل طاقة استيعابية لا تتجاوز 132 مكاناً، وطالبت الحكومة المحلية بدعم مالي عاجل، وتوفير مزيد من الموارد البشرية، وتفعيل آلية توزيع القاصرين على باقي الأقاليم الإسبانية لتخفيف الضغط عن مراكز الإيواء.