لماذا وإلى أين ؟

صراع التيارات يشق صفوف “البام” في “جماعة وهبي”

تزداد الأزمة الداخلية التي يعيشها حزب الأصالة والمعاصرة تفاقماً، مع انتقال التوترات من مدينة أكادير ونواحيه التي تعاني فراغاً تنظيمياً بعد مرض منسقها الجهوي حميد وهبي، إلى جماعة تارودانت التي يقودها القيادي ووزير العدل عبد اللطيف وهبي، أحد أبرز وجوه الحزب خلال العقد الأخير.

وإن كانت صحيفة آشكاين قد سلطت الضوء مبكراً على ما وصف بـ”الأزمة الصامتة” التي تضرب هيكل الحزب في أكادير، فإن الانقسام الذي بدأ يطفو على السطح داخل جماعة وهبي في تارودانت يكشف أن الخلافات لم تعد فقط في الأطراف، بل تسللت إلى المركز السياسي نفسه، حيث يقيم “البام” آماله على نتائج انتخابية تعيده إلى واجهة الحكومة.

في قلب هذه الأزمة، تعيش جماعة تارودانت انقساماً حاداً بين تيارين، الأول يقوده الأمين المحلي الحالي للحزب، وهو وافد جديد نسبياً التحق بـ”البام” بعد الانتخابات الأخيرة، حيث ترشح على رأس لائحة مستقلة ثم تحالف لاحقاً مع وهبي ليمنحه الرئاسة. أما الثاني فيتكوّن من أعضاء الحرس التقليدي للحزب، الذين رافقوا وهبي خلال الانتخابات ودعموه، ويشعرون اليوم بالإقصاء والتهميش، بعد أن باتت القرارات، حسب تعبيرهم، تُدار من قبل “تيار اللائحة المستقلة”.

AID L3ARCH

وتحولت أزمة التسيير بجماعة تارودانت في ظل الغياب المستمر لوهبي إلى اتهامات علنية، بعد أن توصلت صحيفة آشكاين برسالة مفتوحة من مناضلين بالحزب، موجهة مباشرة إلى عبد اللطيف وهبي، انتقدوا فيها أداء نوابه بجماعة تارودانت، وأشاروا إلى ما اعتبروه “هيمنة المصالح الشخصية” و”القطيعة مع المواطنين” و”تراجع صورة الحزب محلياً”.

الرسالة كشفت كذلك أن اجتماعاً دعا إليه الأمين المحلي قاطعه أغلب أعضاء الحزب المنتمين للجناح التقليدي، ما يعكس تصدعاً تنظيمياً وفقداناً للانسجام السياسي داخل أحد أهم معاقل “البام” الانتخابية بسوس.

وفي خضم هذا الوضع المتأزم، طالب أصحاب الرسالة وهبي بالتدخل العاجل لـ”إعادة ترتيب البيت الداخلي”، محذرين من أن استمرار الوضع على حاله سيضعف موقع الحزب في الاستحقاقات المقبلة، وقد يؤدي إلى مزيد من التشتت إذا لم يتم إبعاد من يُنظر إليهم كمصدر للأزمة.

ويبدو أن قيادة “البام”، التي كانت تراهن على تجربة وهبي في تدبير الجماعة كنموذج حزبي محلي ناجح، تجد نفسها أمام اختبار حقيقي للتماسك التنظيمي والسياسي في وقت حساس يسبق الانتخابات المقبلة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

2 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
احمد
المعلق(ة)
29 يوليو 2025 12:56

وتلك الايام تدور بين المنتخبين، وكما تولو يولى عليكم، والله المستعان.

ابو سالم
المعلق(ة)
29 يوليو 2025 10:14

ان مشكل تعدد الاختصاصات أصبح يشكل خطرا كبيرا على سير الشأن المحلي.فكيف يعقل ان يكون رئيس مجلس وزيرا ؟(مراكش وتارودانت واكادير نموذجا)يجب ان يتفرغ رئيس المجلس الجماعي الى جماعته حتى يكون على اطلاع بمشاكل وتطلعات منتخبيه.

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

2
0
أضف تعليقكx
()
x