2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
اسليمي: الملك أنقذ الجزائر من ورطة دولية عبر خطاب العرش (فيديو)

في قراءة سياسية مثيرة لخطاب العرش الأخير للملك محمد السادس، اعتبر المحلل السياسي وأستاذ العلوم السياسية، عبد الرحيم منار اسليمي، أن الدعوة الملكية الموجّهة للجزائر للحوار الأخوي والصريح، تشكّل نافذة إنقاذ حقيقية للنظام الجزائري، في ظل عزلة إقليمية وضغط دولي متصاعد على الجارة الشرقية.
وقال اسليمي، خلال مشاركته في برنامج “آشكاين مع هشام”، إن الملك محمد السادس قدّم عرضًا سياسيًا متزناً واستباقيًا للنظام الجزائري، في وقت أصبح فيه هذا الأخير محاصَراً بمعطيات سياسية وقانونية متراكمة، تتعلق أساسًا بمآلات نزاع الصحراء، الذي تم الحسم فيه عمليًا على مستوى الأمم المتحدة لصالح مبادرة الحكم الذاتي المغربية.
وأوضح المحلل السياسي أن الجزائر تجد نفسها اليوم أمام مفترق طرق صعب؛ إما القبول بالحوار مع المغرب وإنقاذ ماء وجهها دبلوماسيًا، أو الانزلاق نحو مغامرة عسكرية خاسرة ستؤدي بها إلى العزلة والسقوط.
وقال اسليمي إن الجزائر، إذا استجابت للدعوة الملكية، يمكنها طرح مجموعة من الملفات الشائكة على طاولة التفاوض، من قبيل الحدود المشتركة، والصحراء الشرقية، ومنجم غار جبيلات، والمنفذ إلى المحيط الأطلسي. واعتبر أن هذا المسار التفاوضي هو المخرج الوحيد المتاح في ظل السياق الدولي الجديد.
أما السيناريو الثاني، بحسب اسليمي، فهو الدفع نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع المغرب، وهو ما وصفه بأنه سيكون “انتحارًا سياسيًا واستراتيجيًا”، موضحًا أن عدة قوى إقليمية ودولية، من بينها فرنسا، الولايات المتحدة، بعض دول الخليج، وتحالف الساحل وحفتر في ليبيا، تتربص بالنظام العسكري الجزائري وتسعى إلى إضعافه أو تغييره.
وأبرز اسليمي أن أكبر تهديد يواجه الجزائر اليوم هو احتمال تصنيف جبهة البوليساريو كجماعة إرهابية، ما قد يورّط الجزائر أمام المنتظم الدولي باعتبارها راعية وممولة ومسلحة لتنظيم انفصالي مسلّح.
وأشار إلى أن خطاب الملك محمد السادس منح فرصة أخيرة للقيادة الجزائرية لتفادي الوقوع في فضيحة دبلوماسية وأمنية قد تُكلّفها الكثير، مبرزًا أن المغرب اختار العقلانية والتعقل و”أغلق باب المناورات” بفتح باب التواصل الصريح.
في ختام تحليله، نبّه اسليمي إلى أن عقلية المؤسسة العسكرية في الجزائر لا تزال رهينة “عقدة الحرب مع المغرب”، لكنه دعا قادة الجارة الشرقية إلى تغليب منطق الدولة ومصالح الشعب الجزائري، عبر التجاوب مع الدعوة الملكية من موقع المسؤولية التاريخية والجوار.
وشدّد المتحدث على أن خطاب العرش لا يخاطب الجزائر الرسمية فقط، بل يوجّه رسائل طمأنة للشعب الجزائري، ويؤكد مجددًا أن المغرب يمد يده للسلم والاستقرار، في وقت تتزايد فيه التهديدات والمخاطر بمنطقة الساحل وشمال إفريقيا.

الخيال ديالك واسع ومفردق