ارتفاع محاولات التسلل سباحة من الفنيدق لسبتة المحتلة

في ظل تواصل محاولات الهجرة غير النظامية نحو مدينة سبتة المحتلة انطلاقا من الفنيدق، تشهد المنطقة الحدودية ضغطًا متزايدًا مع استمرار الدخول عبر البحر أو تجاوز السياج الحدودي. وخلال الليلة الماضية فقط، نجح نحو عشرة أشخاص في الوصول سباحة إلى المدينة المحتلة، رغم تكثيف التعاون بين الحرس المدني الإسباني والبحرية الملكية للحد من هذه الظاهرة.

وقالت صحيفة “إل فارو” الإسبانية أن مدينة سبتة المحتلة تحتضن حاليًا حوالي 480 قاصرًا مغربيًا، فيما تجاوز عدد المقيمين في مركز الإقامة المؤقتة للمهاجرين حاجز 800 شخص، أي ما يفوق بكثير طاقته الاستيعابية المحددة بنحو 500 مقعد.

الوضع الميداني حسب المصدر ذاته يزداد تعقيدًا مع تنوع جنسيات الوافدين، إذ يضم المركز مهاجرين من دول إفريقيا جنوب الصحراء والجزائر والمغرب وسوريا وفلسطين. ورغم نقل مجموعات صغيرة إلى البر الإسباني، فإن ذلك لم ينجح في تخفيف الضغط المتزايد، خاصة مع تزايد أعداد القاصرين، بمن فيهم فتيات ومهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء، في ظل استمرار المحاولات اليومية للدخول.

المصادر الأمنية التي تحدثت إلى “إل فارو” تشير إلى أن عناصر الحرس المدني الإسباني يعملون ليل نهار في عمليات إنقاذ محفوفة بالمخاطر، بتنسيق مع السلطات المغربية، خصوصًا في ظل الضباب والعواصف البحرية، ما يجعل كل تدخل مهمة إنقاذ معقدة تهدد حياة المهاجرين ورجال الإنقاذ على حد سواء. وفي كثير من الليالي، لا يكاد الطاقم البحري يتوقف عن العمل نتيجة التدفق المستمر لمحاولات العبور.

وفي سياق متصل، أشار المصدر ذاته إلى أن السلطات المغربية في مدينة الفنيدق أعلنت عن تفكيك شبكة متهمة بتنظيم محاولات دخول جماعية إلى سبتة المحتلة. وجاءت العملية بعد تنسيق بين مصالح الدرك الملكي والاستخبارات، حيث كشفت التحريات أن المشتبه الرئيسي أنشأ مجموعة على تطبيق “واتساب” لاستقطاب شباب من عدة مدن مغربية وحثهم على المشاركة في عبور جماعي غير قانوني.

كما أوضحت التحقيقات، التي أشرفت عليها النيابة العامة المختصة بتطوان، تورط قاصر ينحدر من إحدى قرى سيدي علال البحراوي. ويأتي هذا التفكيك في وقت تشهد فيه المنطقة الحدودية حالة استنفار أمني، وسط مخاوف من تصاعد موجات العبور في الأسابيع المقبلة.