لماذا وإلى أين ؟

حلم الهجرة يحصد أرواح 17 شاباً مغربياً بين الفنيدق وسبتة المحتلة

شهدت سواحل الفنيدق وسبتة المحتلة ارتفاعاً ملحوظاً في عدد محاولات عبور البحر سباحة خلال الأسابيع الأخيرة، وهو سيناريو يتكرر كل صيف رغم خطورته البالغة. هذا العام، وفق صحيفة “لا راثون” الإسبانية، لقي 17 شاباً مغربياً فقط حتفهم أثناء هذه الرحلات المحفوفة بالمخاطر، وهو رقم إيجابي رغم أن شهادات ميدانية تشير إلى أن العدد الحقيقي قد يكون أكبر بكثير، مع وجود جثث لم يُعثر عليها أبداً.

وتستغل مجموعات المهاجرين الأجواء المناخية الخاصة بالمنطقة، مثل الضباب الكثيف الذي يحجب الرؤية في ساعات الصباح الأولى، لمحاولة التسلل بعيداً عن أعين الحراسة. لكن تشديد المراقبة البرية من قبل سلطات الفنيدق ونظيرتها بسبتة المحتلة يدفع كثيرين إلى اختيار البحر كطريق بديل، رغم معرفتهم المسبقة بخطورته.

معاناة “السباحين” القاصرين

تقرير “لا راثون” رصد أن رحلات هؤلاء “السباحين” تنطلق عادة من شواطئ بالفنيدق تبعد نحو ثلاثة كيلومترات عن سواحل سبتة المحتلة، وقد تستمر المغامرة بين خمس وعشر ساعات في عرض البحر، وسط الإرهاق الشديد وهجمات طيور النورس، وفق شهادات ناجين. الفئة الأكبر من هؤلاء المهاجرين هم مراهقون، بعضهم لا يتجاوز 12 عاماً، يسعون وراء حلم الهجرة ولو كان الثمن حياتهم.

وفي حال كان المهاجر بالغاً، تتم إعادته مباشرة إلى المغرب، أما القاصرون فيُنقلون إلى مراكز إيواء خاصة بعد تسجيل بياناتهم من قبل الشرطة الوطنية الإسبانية. غير أن هذه المراكز تطرح تحديات جديدة، إذ يواجه القاصرون ظروف إقامة صعبة ومحاولات للفرار نحو إسبانيا.

الجثث… مشهد مألوف

وقد بات العثور على جثث شبان غرقوا أثناء محاولة التسلل سباحة نحو سبتة المحتلة مشهداً مألوفاً في سواحل المنطقة، حيث غالباً ما تظل الجثث عالقة في أعماق البحر لأسابيع قبل أن تدفعها التيارات البحرية نحو الشاطئ. هذا الواقع المؤلم يحوّل البحر إلى مقبرة مفتوحة، ويجعل من كل محاولة عبور مخاطرة قد تنتهي بمصير مشابه.

وتحذر مصادر ميدانية من أن عدد الوفيات مرشح للارتفاع مستقبلاً، نظراً لصعوبة انتشال الجثث في الوقت المناسب واعتماد كثير من الشباب على وسائل بدائية للسباحة دون أي تجهيزات أمان. وبين غياب الإحصاءات الدقيقة وصعوبة التتبع، يبقى البحر شاهداً صامتاً على مأساة إنسانية تتكرر بصمت على أبواب سبتة المحتلة.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x