2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
الولايات المتحدة تتخذ قرارا استراتيجيا يصب في صالح المغرب (آس)

قالت صحيفة ”آس” إن الولايات المتحدة قررت استبعاد ميناء الجزيرة الخضراء الإسباني من أحد أهم الطرق البحرية الإستراتيجية التي تربط بين المحيطين الأطلسي والهندي.
القرار، الذي دخل حيز التنفيذ في يونيو 2025، يعني أن ميناء طنجة المتوسط سيصبح الميناء الرئيسي في المنطقة، مما يعزز دوره كمركز لوجستي محوري.
وأرجعت شركتا النقل الرئيسيتان ”أمريكان بريزيدنت” و ”لاينز ومايرسك لاين”، سبب هذا التحول إلى دوافع “تشغيلية وتكاليفية”، إلا أن الخطوة، بحسب الصحيفة الإسبانية دائما، تأتي وسط تصاعد التوترات الدبلوماسية بين واشنطن ومدريد.
وأشار المنبر الإعلامي إلى أن جذور الأزمة تعود إلى نونبر 2024، عندما رفضت إسبانيا السماح لسفن حاويات أمريكية بالرسو في الجزيرة الخضراء بسبب الاشتباه في نقلها مواد لإسرائيل. وقد بررت الحكومة الإسبانية قرارها بالسيادة الوطنية، مؤكدة أنها تمنع أي نقل قد يستخدم في “ارتكاب إبادة جماعية أو جرائم حرب أخرى”. وأثار القرار استياء واشنطن، مما دفع لجنة الملاحة البحرية الفيدرالية الأمريكية (FMC) إلى فتح تحقيق في “الممارسات الإسبانية”.
وذكرت ”أس” أن استبعاد إسبانيا من الاتفاقية الإستراتيجية، يأتي في إطار برنامج الأمن البحري للولايات المتحدة (MSP)، وهو برنامج يضمن توفير أسطول تجاري تحت تصرف البنتاغون في أوقات الأزمات.
وتنقل السفن التابعة لهذا البرنامج، والتي تشغلها شركات مثل ”مايرسك”، شحنات عسكرية ومدنية وإمدادات صناعية، وتتوقف بانتظام في قواعد أمريكية وحليفة لحلف شمال الأطلسي.
وخلصت الصحيفة إلى أن استبعاد الجزيرة الخضراء من هذه الشبكة يعزز من مكانة ميناء طنجة المتوسط كمنصة لوجستية رائدة لحركة النقل بين الولايات المتحدة وأفريقيا وآسيا.
وأوضحت أن أزمة الموانئ تتزامن مع تدهور العلاقات السياسية والدفاعية بين واشنطن ومدريد. وتبدي واشنطن قلقها بشأن قرار إسبانيا بالتعاقد مع شركة ”هواوي” الصينية لتخزين معلومات سرية، بالإضافة إلى قرارها بعدم شراء طائرات F-35 المقاتلة، مما فُسر في الولايات المتحدة على أنه إبعاد عن الشراكة الاستراتيجية.
ونقلت ”آس” على لسان مصادر في اللجنة الإسبانية لرصد الموانئ، قولها إن إسبانيا قد تواجه غرامات باهظة تصل إلى مليوني يورو لكل رحلة، بالإضافة إلى قيود على نقل البضائع، إذا ما تأكدت ”الانتهاكات”.
ورغم أن حجم التجارة البحرية بين البلدين لا يمثل سوى 4% من إجمالي حجم الموانئ الإسبانية، إلا أنه يركز على سلع ذات قيمة مضافة عالية ومكونات صناعية أساسية، مما يجعل تأثير هذا القرار استراتيجيا واقتصاديا في غاية الأهمية. وفقا لذات الوسيلة الإعلامية.