طنجة.. منع شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة ولوج فضاء ألعاب يثير الجدل

أثارت حادثة وقعت داخل المركز التجاري “طنجة سيتي مول” غضباً واسعاً بعدما مُنعت شابة من ذوي الاحتياجات الخاصة من الاستفادة من ألعاب ترفيهية داخل فضاء “BIG FUN”، بدعوى أنها “مختلفة” وقد تُثير خوف الأطفال الآخرين أو اعتراض بعض أولياء أمورهم. الحادثة اعتبرها كثيرون إهانة صادمة، لاسيما وأن الشابة لا تمثل أي خطر وكانت فقط ترغب في لحظات تسلية مثل باقي زوار الفضاء.

والد الشابة الذي التجئ إلى مواقع التواصل ليحكي قصته، أكد أن ابنته تعيش وضعية إعاقة، غير أنها مسالمة وهادئة ولا تستحق المعاملة التي وُوجهت بها. واعتبر أن ما وقع يُجسد تمييزاً جارحاً ووصماً اجتماعياً يضاعف معاناة هذه الفئة التي تسعى مثل الجميع إلى حقها الطبيعي في الترفيه والاندماج.

الحادثة انتشرت بشكل واسع على منصات التواصل الاجتماعي، وخلقت جدلا كبيرا، حيث عبّر المئات من النشطاء عن تضامنهم مع الشابة وأسرتها، مطالبين بوقف الممارسات الإقصائية التي تحرم الأشخاص في وضعية إعاقة من حقوقهم الأساسية.

وفي هذا الصدد، قال الناشط المدني والمستشار الجماعي بمدينة طنجة، زكرياء أبو النجاة، في تصريح لـ”آشكاين”، أن “الواقعة هي فضيحة، أن تُمنع شابة مغربية في وضعية إعاقة من دخول فضاء ألعاب بطنجة فقط لأنها ‘قد تُخيف الأطفال’ هو سقوط أخلاقي وقانوني يجب أن لا يمر مرور الكرام”.

وأصاف أبو النجاة، أننا “أمام جريمة تمييزية واضحة، إهانة قاسية تمس كرامة الشابة وكل ذوي الاحتياجات الخاصة، وتفضح عقلية إقصائية لا مكان لها في مجتمع يُفترض أن يقوم على التضامن والعدالة والكرامة، والتنديد فقط لا يكفي، با الخطوة الأولى التي يجب أن نتحملها جميعاً كمواطنين وكمجتمع مدني وفاعلين هي مقاطعة هذا الفضاء التجاري وكل محل يجرؤ على ممارسة التمييز في حق هذه الفئة الهشة”.

وأوضح المتحدث، أنه “في الوقت نفسه، يجب أن تتحرك الأجهزة المعنية فوراً لمحاسبة هذا المحل ومسيريه على هذا الفعل الجُرمي الذي يتعارض مع القانون ومع أبسط مبادئ حقوق الإنسان. فاليوم هي الشابة سابرين، وغداً قد يكون أي واحد من أبنائنا أو أقاربنا. السكوت تواطؤ، والصمت خيانة لكرامة الإنسان”.

ومن جهتها، أصدرت إدارة فضاء “BIG FUN” على حسابها بموقع التواصل “أنستاغرام” بلاغاً نفت فيه منع الشابة من دخول فضاء الألعاب، مؤكدة أن تسجيلات المراقبة أظهرت دخولها مع والدها واستمتاعها ببعض الأنشطة.

 وأضافت إدارة الفضاء أن الفريق العامل بالمكان طلب فقط أن تكون مرفوقة بدافع الحرص على سلامتها، مشددة على أن الفضاء يرحب بالجميع دون أي تمييز وأن الإدماج ركيزة أساسية في فلسفة المؤسسة.