2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في خطوة نوعية وُصفت بالاستراتيجية، صادقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على دفتر الضوابط البيداغوجية الوطنية لسلكي الإجازة والماستر، ونشرته رسميا في الجريدة الرسمية. خطوة اعتبرها ياسين زغلول، رئيس جامعة محمد الأول بوجدة، محطة مفصلية في مسار تطوير التعليم العالي بالمغرب وتعزيز مصداقيته وشفافيته.
نحو تعليم جامعي منصف ودامج
أكد زغلول أن هذا القرار يعكس رؤية طموحة للوزارة تهدف إلى إرساء تعليم عالٍ تنافسي، منصف ودامج، منسجم مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي يولي أهمية خاصة للتعليم كرافعة أساسية لبناء الرأسمال البشري وتحقيق التنمية الشاملة.
وأضاف أن هذه الخطوة لا تقتصر على وضع إطار قانوني أو تقني جديد، بل تمثل استجابة حقيقية لمطالب الأساتذة الباحثين بمختلف الكليات، من خلال تعزيز وحدات التخصص في المسالك، وتقوية دور الأستاذ الجامعي كفاعل أساسي في ضمان جودة التكوينات ورفع مستوى البحث العلمي، إلى جانب ترسيخ قيم الاستحقاق والنزاهة داخل الجامعة.
مقاربة تشاركية لإشراك جميع المكونات
وشدد زغلول على أن الضوابط الجديدة منحت الشعب الجامعية دورًا محوريًا باعتبارها هياكل منتخبة تتحمل مسؤوليات أساسية في التدبير البيداغوجي، وهو ما يعزز المقاربة التشاركية ويضمن إشراك جميع مكونات الجامعة في تنزيل الإصلاحات بما يتلاءم مع حاجيات الطلبة وسوق الشغل.

تكافؤ الفرص وعدالة الولوج
كما أبرز رئيس الجامعة أن القرار يُكرّس الشفافية والعدالة في معايير الانتقاء، مما يتيح للطلبة المتميزين متابعة دراستهم في ظروف أكثر إنصافًا.
وأشار أيضًا إلى أن إدماج وحدات جديدة في مسالك الإجازة، مثل اللغات الأجنبية، والذكاء الاصطناعي، والمهارات الحياتية والمقاولاتية، يرفع من قابلية التشغيل لدى الخريجين ويؤهلهم لمواجهة متطلبات سوق العمل. وفي سلك الماستر، جاء التوحيد الوطني لشروط الولوج ليكرّس تكافؤ الفرص ويقلّص من الفوارق بين المؤسسات الجامعية.
رهان بيداغوجي ومجتمعي
وأكد زغلول أن الوزارة لم تتعامل مع هذا القرار كإجراء تنظيمي فحسب، بل كرهان بيداغوجي ومجتمعي يجعل من الكليات ذات الاستقطاب المفتوح فضاءات حقيقية للتميز، ويؤسس لشراكة قوية بين جميع المتدخلين: الوزارة كفاعل استراتيجي، والجامعات كمؤسسات مستقلة بيداغوجيا، والشعب الجامعية كوحدات أساسية لتدبير التكوينات، والأساتذة الباحثين كضامنين للجودة.
جامعة محمد الأول: التزام وتنزيل فعلي
وفي ختام تصريحه، شدد زغلول على أن جامعة محمد الأول بوجدة ملتزمة بشكل كامل بتفعيل هذه الضوابط الجديدة وتثمين توجهاتها، من خلال إشراك أساتذتها وهياكلها الجامعية في جميع مراحل التنفيذ. وأكد أن الجودة والإنصاف هما الركيزتان الأساسيتان لبناء جامعة مغربية حديثة، رائدة وفاعلة في خدمة التنمية البشرية والمجتمعية.
