“بن نسنس” يستنفر وزارة الدفاع الإسبانية 

أعلنت وزارة الدفاع الإسبانية عن فتح تحقيق رسمي، عقب انتشار مقطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي يوثق تسلل يوتوبر مغربي شهير يُدعى “بن نسنس” إلى جزيرة إيزابيل الثانية، التابعة لأرخبيل شافاريناس المحتل قبالة سواحل رأس الماء بإقليم الناظور. الحادثة وفق مصادر إعلامية إسبانية أثارت قلقاً واسعاً داخل الأوساط العسكرية الإسبانية، خاصة وأن وجود الشاب لم يتم رصده من قبل القوات المنتشرة بشكل دائم في المنطقة.

ونشر اليوتوبور المغربي مقطع فيديو يوثق فيه وصوله إلى الجزيرة سباحة، متجاوزاً أنظمة المراقبة المفروضة على هذا الموقع ذي الحساسية الاستراتيجية، حيث من المفترض تواجد كتيبة من الجنوب على إحدى الجزر الثلاثة لمراقبة الهجرة السرية وتهريب المخدرات. كما نشر مقاطع يستعرض فيها مبانٍ مهجورة وبقايا منشآت عسكرية، مشدداً على أنه تحرك بحرية تامة من دون أن يواجه أي تدخل من الدوريات أو العناصر العسكرية.

وحسب المصادر ذاتها، فإن التحقيقات جارية لتحديد ملابسات هذا الخرق الأمني، مع دراسة احتمالية وجود خلل مؤقت في المراقبة أو تقصير في أداء الوحدات المكلفة بالحراسة، إلى جانب فرضية استغلال اليوتوبور لمسارات بحرية غير مألوفة. ووصفت المصادر الحادث بكونه خطيراً بالنظر إلى الطبيعة العسكرية المغلقة للجزيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن جزر شافاريناس، المكونة من ثلاثة جزر تدعى إيزابيل الثانية والكونغريس والملك، محتلة من طرف إسبانيا منذ سنة 1848، إلى جانب الثغور المحتلة الأخرى مثل جزر بادس ونكور وغريها. ويكلف الجيش الإسباني بحماية هذه الجزر لما تمثله من موقع استراتيجي في مراقبة السواحل والملاحة البحرية.

وقد أثارت هذه الحادثة مخاوف مضاعفة داخل الأوساط العسكرية الإسبانية، لكونها تكشف ثغرات محتملة في منظومة المراقبة. في المقابل، وصف اليوتوبور خطوته بأنها “مغامرة شخصية” لإثبات جرأة الاستكشاف، غير أن مراقبين حذروا من خطورة هذه الأفعال وما قد تسببه من تبعات قانونية، إضافة إلى احتمال تشجيع آخرين على تكرار التجربة في مواقع عسكرية محظورة.