لماذا وإلى أين ؟

المغرب يخنق تجارة سبتة ومليلية (إل إسبانيول)

أطلقت صحيفة “إل إسبانيول” تقريراً مثيراً للجدل حول الوضع التجاري في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين، معتبرة أن المغرب يعتمد سياسة “الخنق الاقتصادي” عبر تشديد القيود على حركة السلع عبر الحدود. ووفق شهادات مواطنين من المدينتين نقلتها الصحيفة، لم يعد يُسمح بدخول أي منتج إلى إلى الفنيدق وبني انصار، حتى لو تعلق الأمر بمواد بسيطة، وهو ما أجبر البعض على ابتكار حيل كارتداء الملابس الجديدة فوق القديمة لإيهام السلطات بأنها مستعملة.

التقرير أوضح أن هذا التشديد يأتي رغم تحسن العلاقات الدبلوماسية بين مدريد والرباط في السنوات الأخيرة. غير أن إغلاق المعبرين أمام المبادلات التجارية منذ جائحة “كوفيد-19” حوّل القواعد إلى ما يشبه “العبور الرمزي”، حيث يقتصر الأمر على السماح بالدخول بما هو قيد الاستعمال الشخصي فقط، وأحياناً حتى هذا يخضع للمنع.

وقد انعكس الوضع بشكل مباشر على اقتصاد المدينتين وفق التقرير ذاته، إذ أُغلقت عشرات المتاجر، بينها علامات تجارية كبرى مثل “H&M”، بينما يؤكد التجار أن نحو 80% من المحلات في مليلية المحتلة أقفلت أبوابها. بالمقابل، تزدهر المتاجر في الجانب المغربي من الحدود، ما عمّق شعور سكان المدينتين بالاختناق الاقتصادي وغياب مبدأ المعاملة بالمثل.

وأشار التقرير إلى أن هذه الاستراتيجية جزء من “خطة بعيدة المدى” رسمها المغرب لتقليص اعتماد سكان سبتة ومليلية المحتلتين على التجارة الحدودية، وتحويل المدينتين إلى فضاءات سياحية على غرار مشاريع طنجة والناظور. غير أن رجال الأعمال المحليين يرفضون “حصر النشاط الاقتصادي في السياحة والكازينوهات”، مطالبين ببدائل حقيقية تحفظ التنوع الاقتصادي.

ما وبينما يحمّل التجار المحليون الحكومة الإسبانية مسؤولية “ضعف الدفاع عن مصالح المدينتين”، يواصل المغرب فرض رؤيته للحدود عبر بوابتي تراخال بسبتة وبني أنصار بمليلية، وسط دعوات متزايدة إلى مدريد والرباط لإيجاد حل جذري يوازن بين مصالح الطرفين وينهي حالة الشلل التي تضرب اقتصاد المدينتين.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x