2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شهد سجن “بوتافويغوس” بالجزيرة الخضراء بإسبانيا حادثاً مثيراً أشبه بما نشاهده في أفلام هوليوود، بعدما تمكنت السلطات من ضبط طائرة دون طيار وهي تحاول تهريب كمية من الحشيش عبر نافذة زنزانة سجين من أصل مغربي. وقد رصد الحراس الطائرة وهي تتوقف أمام نافذة الزنزانة قبل أن تتم مصادرة أكثر من 200 غرام من المخدرات أثناء تفتيش المكان.
المعني بالأمر وفق مصادر إعلامية إسبانية، هو سجين يقضي عقوبة أربع سنوات وثلاثة أشهر بتهمة القتل وحيازة أسلحة نارية بشكل غير قانوني، جرى وضعه في الحبس الانفرادي ثم نُقل لاحقاً إلى سجن “إشبيلية 2” تحت إجراءات أمنية مشددة. الحادث أثار مجدداً الجدل حول خطورة استخدام الطائرات المسيّرة في تهريب ممنوعات إلى داخل السجون الإسبانية.
المصادر ذاتها أكدت أن هذا ليس الحادث الأول من نوعه، إذ تم اعتراض ثلاث طائرات مشابهة منذ بداية سنة 2025 بسجن الجزيرة الخضراء وحده. وتشير نفس المصادر إلى أن العملية تتم عبر شبكة إجرامية منظمة، حيث يتولى أحد الأفراد قيادة الطائرة من خارج أسوار السجن لتوصيل شحنات من المخدرات أو الهواتف المحمولة والشرائح الإلكترونية إلى السجناء المستهدفين.
النقابة المعروفة باسم “أكاايب” نبهت إلى خطورة هذه الممارسات على أمن السجون، معتبرة أن إدخال الهواتف الذكية والمخدرات يساهم في تنامي العنف والابتزاز داخل المؤسسة السجنية، فضلاً عن تسهيل التواصل مع الخارج لإدارة أنشطة إجرامية. كما عبّرت عن قلقها من ضعف الإمكانيات التقنية واللوجيستية المتاحة للموظفين لمواجهة ما سمّته بـ”الناركودرونات”.
وطالبت النقابة منذ سنوات بوضع خطة وطنية متكاملة للتصدي لهذه الظاهرة، تشمل تفعيل التكنولوجيا الحديثة وسن تشريعات خاصة وتنسيق الجهود بين المؤسسات الأمنية والقضائية. غير أن تأخر الاستجابة الرسمية وغياب إجراءات ملموسة دفع النقابة إلى المطالبة باستقالة الأمين العام للمؤسسات السجنية الإسبانية، محمّلة إياه مسؤولية تفاقم الوضع وفقدان ثقة الموظفين.