تحت الأمطار.. العزلة تخرج ساكنة جبال أزيلال في مسيرة على الأقدام نحول عمالة الإقليم (فيديو)

آشكاين/أميمة عطية
شهد إقليم أزيلال، صباح اليوم الثلاثاء، مسيرة احتجاجية شارك فيها المئات من ساكنة دوار آيت اعبي، التابع لجماعة تيلوكيت، سيرا على الأقدام لأزيد من خمس ساعات في اتجاه مقر العمالة، وذلك رغم وعورة المسالك الجبلية. واعتُبرت هذه الخطوة بمثابة “صرخة استغاثة” للمطالبة بفك العزلة عن المنطقة وتمكين الساكنة من أبسط شروط العيش الكريم.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة على منصات التواصل الاجتماعي، انطلاق المسيرة من منطقة “تاسا” الواقعة على بعد نحو ستة كيلومترات من مدينة أزيلال، بعدما قرر المنظمون هذا الخيار لتفادي أي عرقلة قد تطال تحركهم من داخل الدوار.

ورفع المحتجون شعارات ولافتات تُجسد معاناتهم اليومية، من قبيل: “نريد شبكة طرق معبدة، قطرة ماء صالحة للشرب، مستوصفا بسيطا، وكهرباء في بيوتنا”، كما حملوا الأعلام الوطنية وصور الملك محمد السادس، في إشارة إلى أن مطالبهم اجتماعية صرفة تندرج ضمن الحق في المواطنة الكاملة.

وفي السياق نفسه، أوضح هشام أزرو، نائب الكاتب المحلي لفيدرالية اليسار الديمقراطي بإقليم أزيلال، أن احتجاجات اليوم انطلقت بشكل متوازٍ من أربع جماعات، وهي تاكلفت، تيلوكيت، آيت امحمد وآيت عباس، حيث توحدت أصوات الساكنة “يدا في يد، رغم الظروف المناخية القاسية، من أجل مطالب مشتركة تحفظ كرامة الإنسان”.

وشدد أزرو على أن المطالب المرفوعة، من قبيل الحق في التطبيب عبر إحداث مستوصف ملائم، وتوفير الكهرباء والماء الصالح للشرب، وتعبيد الطرق، “لا تعدو أن تكون حقوقا إنسانية مشروعة في سنة 2025″، داعيا إلى ضرورة أن يشمل البرنامج التنموي مناطق الهامش بنفس القدر الذي يصل به إلى المركز، بما يضمن العدالة الاجتماعية والعيش الكريم لساكنة الجبال.

ومن جانبها، أكدت ساكنة آيت اعبي أن هذه الخطوة ليست سوى بداية لمسار احتجاجي سلمي، مشيرة إلى أن صبرها طال دون أن تجد المشاريع التنموية الموعودة طريقها إلى التنفيذ، وملوّحة بالاستمرار في تحركاتها حتى تلبية مطالبها الأساسية، وعلى رأسها فك العزلة، توفير الماء والكهرباء، إحداث مستوصف مجهز، وتخصيص سيارة إسعاف للتدخلات الاستعجالية.