لماذا وإلى أين ؟

هل أفشل الزفزافي مخطط الجزائر لـ ”انفصال”الريف؟ (حوار)

”نحن أبناء هذا الوطن وحينما أقول الوطن أقصد به صحراءه وجنوبه، شرقه وشماله وغربه”، بهذه الكلمات التي أطلقها وهو خارج أسوار السجن، في جنازة والده بالحسيمة، بدد ناصر الزفزافي، رغبة الجزائر، في تأسيس كيان انفصالي في الريف، على غرار البوليساريو”.

وكانت الجارة الشرقية، تطمح في استغلال سوء الفهم بين الدولة وبين قادة حراك الريف الذين نادوا بمطالب اجتماعية للمنطقة، لزرع توجهات انفصالية بالمنطقة، وذلك عبر توفير إمكانيات مادية ولوجيستية لما يسمى بـ ”الحزب الوطني الريفي”، الذي اتخذ من أحد أفخم الأحياء في العاصمة الجزائرية مقرا له، وعقد قادته مؤتمره التأسيسي، في نونبر من السنة الماضية، ولم يخفوا صراحة نواياهم الانفصالية بدعم من قصر المرادية.

هل استغلت الجزائر حراك الريف لخلق ”بوليساريو ” ثانية في المنطقة، وهل فعلا قطع الزفزافي الشك باليقين ووضع النقط على الحروف، وأفشل هذا المخطط، في خرجته الأخيرة؟

أحمد نورالدين  الخبير في العلاقات الدولية، يجيب على هذه الأسئلة:

1- هل كانت الجزائر تسعى لاستغلال قضية اعتقال قادة الريف لخلق كيان انفصالي بالمنطقة؟

ج: طبعا موقف ناصر الزفزافي هدم أسس المؤامرة الجزائرية، وهو موقف يستحق كل التقدير والاشادة والافتخار، وهو أكبر برهان على أن الوطنيين الحقيقيين والمخلصين للمغرب، هم المناضلون من أجل الكرامة والحرية والديمقراطية في المغرب، هم المناضلون من أجل مغرب المساواة بين المواطنين وبين الجهات والمناطق، هم المناضلون من أجل الحقوق والتنمية للجميع دون تمييز، والتوزيع العادل للثروة، هؤلاء هم أبناء وحفدة جيل المقاومة ضد الاستعمار، وهم الامتداد الطبيعي للحركة الوطنية وورثة مشعلها. ولذلك سيشكلون الدرع الواقية ضد الانفصال وضد زعزعة الاستقرار وضد كل التهديدات التي تتربص بالوطن وثوابته الدستورية.

عكس أولئك الذين يحنون لسنوات الرصاص، ويريدون مصادرة الحريات، تحت قناع الوطنية، والوطنية منهم براء، وهم في الحقيقة ورثة الباشا الكلاوي وأوفقير وغيرهما من رموز الخيانة للوطن والملك. يختبئون وراء شعارات الثوابت الوطنية لتبرير الاغتناء غير المشروع والفساد والمصالح الشخصية والفئوية التي تؤدي إلى الاحتقان والتطرف بكل أنواعه، والانفصال مظهر من مظاهره.

2- هل أفشل الزفزافي هذا المخطط الانفصالي الجزائري بخرجته الأخيرة؟

ج: معاداة المغرب والعمل على هدم وحدته هي عقيدة النظام الجزائري منذ ولادته القيصرية بعد الاستعمار الفرنسي، واذا ادركنا واستوعبنا هذه الحقيقة فسنفهم كل السياسات الجزائرية الموجهة ضد المغرب سواء:

  • في شنها حربا الرمال سنة 1963 لتبرير تنصلها من التزامات حكومة فرحات عباس المؤقتة في استرجاع المغرب لحدوده الحقة والصحراء الشرقية، رغم أنها تدعي زورا وكذبا أن المغرب هو من هاجمها؛
  • في احتضانها للجبهة الانفصالية في تندوف منذ نصف قرن وتزويدها بالاسلحة الثقيلة لمهاجمة المغرب في خرب الاستنزاف؛
  • في شنها حربا مباشرة ضد المغرب في امغالا 1976؛
  • في تفرغ الدبلوماسية الجزائرية لملف واحد هو معاكسة مصالح المغرب وهدم وحدة أراضي المملكة؛
  • في احتضان الجزائر لكل الحركات التي كانت تخطط لقلب النظام في المغرب سواء اليسارية منها مع تيار الفقيه البصري خلال السبعينيات، او الشبيبة الإسلامية في الثمانينيات، وصولا إلى أحداث مراكش اسني في التسعينيات، او افتتاح ما اسمته مكتب “جمهورية الريف” في الجزائر واحتضان مؤتمرات الانفصاليين؛
  • في طرد خمسة وأربعين الف عائلة مغربية في يوم عيد الاضحى سنة 1975، في رد على المسيرة الخضراء ومن اجل خلق ازمة اجتماعية واقتصادية قد تسرع حسب ظنها من انهيار النظام في المغرب؛
  • وصولا الى قطع العلاقات وإغلاق الأجواء في وجه الطيران المدني المغربي بما في ذلك طائرات حجاج بيت الله الحرام، وقتل الشباب في شاطئ السعيدية، واحتلال واحة العرجا بفكيك، ومهاجمة لاعبي كرة القدم فوق ملعب وهران، وقرصنة الزليج والقفطان وابن بطوطة والطاجين، والقائمة طويلة من الأعمال العدوانية.

3- كيف ستتعامل الرباط مع هذه المخططات الانفصالية الخطيرة؟

ج:علينا أن نتعامل مع الجزائر من منطلق العدو الاستراتيجي، ونضع المخططات طويلة الأمد لتحييد الخطر الجزائري، لأن الجزائر تعتبرنا رسميا وفي تصريحات رؤسائها من بومدين الى تبون عدوها الاستراتيجي بل وأكد ذلك قائد الجيش الجزائري الحالي شنقريحة ووزراء أولون مثل عبد المالك سلال، ووزراء خارجية مثل لعمامرة ومساهل، ورؤساء البرلمان وغيرهم كثير من قادة وزعماء الجزائر السياسيين والعسكريين، وبشكل متواتر طيلة ستين سنة، مما يجعل أي سياسة مغربية لمهادنتها هي جري وراء السراب. ومعروف أن العلاقات الدولية مبنية على توازن القوى والتعامل بالمثل وعلى أوراق الضغط، وليس على حسن النوايا والاستجداء.

وحتى حسن النوايا قد جربه المغرب طيلة ستين سنة وقعنا فيها عدة اتفاقيات ثنائية، وتنازلنا فيها عن حقوقنا وجزء من اراضينا، وجربنا تذويب النزاع في الاتحاد المغاربي، ولكننا في كل مرة نعود الى نقطة الصفر، ونكتشف أن المغرب تعامل بحسن نية، والجزائر تعاملت مع المغرب بالغدر والخيانة. وبعد ستين سنة من التجارب المريرة سيكون من الغباء السياسي والاستراتيجي أن نعيد نحن المغاربة نفس الأخطاء وننتظر نتائج مغايرة. هذا هو الإطار الذي بجب أن نقرأ فيه السلوك السياسي والدبلوماسي والعسكري والرياضي والاقتصادي والثقافي للجزائر، وما تقوم به من دعم للانفصاليين في الريف وفي الصحراء هو جزء من استراتيجية عدائية أكبر وأشمل ضد المغرب، وعلى المغرب ألا يقف مكتوب الأيدي وأن يتحرك قبل فوات الأوان.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

3 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments
MRE75000
المعلق(ة)
12 سبتمبر 2025 20:59

ce Zefzafi il porte le drapeau Marocain? il chante l’hymne national ? En Privé non, il refuse de chanter l’hymne nationale . Maintenant il cherche à sortir du prison parce que les fonds se sont taris et il espère trouver une planque, un poste dans un bureau de la fonction publique pour passer sa journée à se vanter de ses actions passées vous verrez

Moulay
المعلق(ة)
10 سبتمبر 2025 22:03

Depuis toujours les marocains ont été les ennemis de l’Algérie et ce depuis que feu Hassan lI avait réclame les terres de l’oriental volées par la France lors de la .Les algériens ont signé un pact de recoonaissance des frontières et après le coup d’état de 1963 ou le gouvernement de Benbella à été renversé, le staff algérien ont refusé le traité du retour des terres marocaines au Maroc. Il faut dire que la plupart des martyrs qui ont laissé leurs peaux dans les champs de bataille c’étaient pour la plupart des Rifains car les 45 000 familles marocaines qui ont été refoulées d’Algerie sont des rifains. Zefzafi, c’est un Rifain comme tous les autres rifains mais avant tout, c’est un marocain et il défend son pays car le rif c’est une région marocaine comme toutes les autres régions. ́L’Algérie est au pied du gouffre et elle a tout perdu. Aujourd’hui, elle essaie par tout les moyens de nuire le Maroc, seulement, elle n’arrivera jamais à atteindre ses objectifs maléfiques ,

زكرياء ناصري
المعلق(ة)
10 سبتمبر 2025 20:59

يجب أن نفهم اخواننا في الريف لطبعهم (الحاد )ولا نظنه رغبة في الانفصال . ورسائل ناصر الزفزافي فك الله أسره وعوضه خيرا عن سجنه يمكن أن نلخصها بالقول(رب ان السجن أحب إلي مما تدعونني اليه) بمعنى لا تقبل من أحد أن بزايد علينا في مغربيتنا/ وطنيتنا. فأوهام الجزائر التي أنفق عليها قادة الجزائر ملايير الدولارات كان الشعب الجزائري الشقيق أن ينعم بها. وهي الحقيقة التي يتزايد الوعي بها عنده. وستكون هي بداية اندحار النظام العسكري

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

3
0
أضف تعليقكx
()
x