لماذا وإلى أين ؟

تصويت الجزائر على حلّ الدولتين يفضح زيف خطابات العسكر

أقدمت الجزائر اليوم على التصويت على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة، ينادي بحل الدولتين، بما يعني إقامة دولة فلسطين إلى جانب إسرائيل، في خطوة أثارت الكثير من الجدل والتساؤلات حول مصداقية خطابها السياسي والإعلامي الموجه إلى الداخل والخارج.

ويرى متابعون أن الجزائر التي دأبت على استعمال لغة نارية تجاه ما تسميه بـ”الكيان الصهيوني”، وبناء خطاب ديماغوجي على شعار “مع فلسطين ظالمة أو مظلومة”، تكشف من خلال تصويتها اليوم عن ازدواجية لافتة بين ما يعلن في المنابر الدعائية وما يُمارس فعلياً على طاولة الدبلوماسية الدولية.

هذا التناقض يعكس بوضوح ما يمكن وصفه بـ”دبلوماسية الكذب والنفاق”، إذ يتم خداع الرأي العام الفلسطيني والعربي عبر شعارات رنانة، بينما تترجم القرارات الرسمية في اتجاهات مختلفة، بل ومتناقضة مع الخطاب المعلن.

إن تصويت الجزائر لصالح حل الدولتين يضعها في خانة الدول التي تعترف عملياً بإسرائيل وتقبل بوجودها إلى جانب فلسطين، وهو موقف رغم براغماتيته لحل النزاع، يتعارض مع الصورة التي يسعى النظام الجزائري جاهدا إلى تسويقها باعتبارها “المدافع الأول” عن القضية الفلسطينية.

في المحصلة، تكشف هذه الخطوة عن أزمة خطاب عميقة في السياسة الجزائرية، تقوم على عدم الوضوح واللعب على التناقضات بين الدعاية الشعبوية والممارسة الدبلوماسية، ما يطرح علامات استفهام جدية حول صدقية مواقفها المستقبلية تجاه القضية الفلسطينية.

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x