2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

في مغامرة محفوفة بالمخاطر، قضى شاب مصري في مقتبل العمر حوالي 40 ساعة في عرض البحر بعدما حاول التسلل سباحة من سواحل الفنيدق نحو مدينة سبتة المحتلة، معتمداً فقط على عوامة لعبة وزوج من زعانف السباحة. قصة رفيع النادي الذي نقلتها صحيفة “الغارديان” البريطانية، البالغ 23 سنة، تعكس قسوة واقع المهاجرين السريين الذين يخاطرون بحياتهم بحثاً عن مستقبل أفضل.
الشاب القادم من مدينة المنيا بصعيد مصر، كان قد بدأ رحلته قبل خمس سنوات، متنقلاً بين بلدان عدة حتى استقر في المغرب على أمل العبور إلى الضفة الأخرى. وبعد محاولات فاشلة لاجتياز السياج الحدودي، خطط رفقة صديق قاصر يبلغ 17 عاماً لتجربة طريق البحر، فادخرا ما يملكان لاقتناء بذلات غطس وعوامات وشرعا في التدريب لأيام طويلة استعداداً للمغامرة.
في يوم الانطلاق، اعتقد رفيع أن الوصول إلى سبتة لن يستغرق أكثر من ست ساعات، لكن الظروف الجوية قلبت كل الحسابات. فمع شروق الشمس، وجد نفسه في مواجهة أمواج عاتية، ثم انفصل عن رفيقه وسط البحر. ويصف أنه كان يستحضر صورة والدته التي لم يرها منذ سنوات، مردداً الدعاء حتى لا يموت غريقاً وتتحمل أسرته ألم الفقد.
ظل الشاب عالقاً بين الأمواج حتى رصدته عائلة كانت في طريقها إلى جزر البليار على متن قارب، فاقتربت منه وأنقذته بإلقاء حبل نحوه، قبل أن تقدم له الغذاء والملابس الجافة. لاحقاً، تم تسليمه إلى خفر السواحل الإسباني وإلى الصليب الأحمر، حيث تلقى خبراً ساراً بأن صديقه نجا هو الآخر من الرحلة المحفوفة بالمخاطر.
بعد أسبوعين قضاهما في مركز إيواء إنساني، أُفرج عن رفيع نظراً لغياب اتفاقيات الترحيل بين مدريد والقاهرة. ورغم طلبه اللجوء، يعترف الشاب بصعوبة أوضاع المهاجرين غير النظاميين في أوروبا قائلاً: “ظننت أنني سأجد عملاً بسرعة، لكن من دون أوراق قانونية يظل الأمر شديد الصعوبة. ومع ذلك، ما زلت أحلم بفرصة أعيش بها بكرامة وأساعد بها عائلتي”.