2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

شكك الأستاذ عبد الوهاب التدموري، المنسق العام لمنتدى شمال المغرب لحقوق الإنسان، في عفويّة كلمة ناصر الزفزافي، زعيم حراك الريف، التي ألقاها خلال مراسيم جنازة والده، أحمد الزفزافي، مؤكداً أن الخطاب لم يكن مجرد تصريح عابر، بل كان “كلمة سياسية بامتياز” ومقصودة لتوجيه رسائل محددة نحو الخارج.
انطلق التدموري في تحليله من الإقرار بأن حق الزفزافي في الزيارة العائلية كان مكفولاً، لكنه تساءل عن الأساس القانوني الذي يخول لمعتقل، لا يزال قيد الاعتقال، أن يلقي خطاباً سياسياً وسط الجماهير، مشيرا إلى أن الدولة المغربية تمتلك الإمكانيات الكافية لمنع مثل هذا الفعل، مما يجعله يستبعد أن تكون الكلمة قد جاءت “بشكل عفوي”.
أوضح التدموري خلال استضافته ببرنامج “آشكاين مع هشام” أن الكلمة لم تكن تأبينية بسيطة، حيث كان من الممكن للزفزافي أن يكتفي بتوجيه الشكر والدعوة للهدوء، لكنها جاءت لتؤكد “على المؤكد”، فلطالما كان الزفزافي ناقداً للسياسات والمؤسسات، لكنه لم يعلن يوماً أنه انفصالي، وجاءت إشارته القصيرة والمباشرة حول أن “مصلحة الوطن فوق الجميع وفوق أي اعتبار” لتؤكد موقفه الوطني بشكل قاطع.
وانتقل التدموري إلى تحليل الكواليس المحتملة، مرجحاً أن السماح بإلقاء الخطاب لم يكن عفوياً، بل قد يكون ثمرة “نقاش” أو تنسيق مع أجهزة معينة داخل الدولة.
واستنتج أن الغاية الأساسية من وراء الخطاب لم تكن موجهة للداخل الذي يعرف سلفاً موقف الزفزافي، بل كانت “رسالة موجهة للخارج”، وتحديداً، استهدفت هذه الرسالة “الحزب الوطني الريفي” الذي يتخذ من الخارج مقراً له، وتحديداً الجزائر، حيث يُضخ في أنشطته “أموالاً كثيرة”.
ويرى التدموري أن هذا الحزب يشكل تهديداً في الخارج لأنه يستغل آلاف الشباب المهاجرين، الذين يشكلون “مادة خام” له، حيث يسعى هؤلاء الشباب للحصول على اللجوء السياسي مستندين إلى ادعاءات “المعارضة الانفصالية للنظام”، وفي هذا السياق، جاء تأكيد الزفزافي على الوحدة الوطنية ليقطع الطريق على هذا الحزب الانفصالي، خاصة وأن الشباب يثقون في الزفزافي كـ “زعيم وخطيب فصيح”، بينما ينظرون إلى الحزب الانفصالي الخارجي كـ “مطية” لتحصيل المنافع المادية فقط.