الجزائري بلايلي في قلب أعقد أزمة قانونية تزلزل كرة القدم الفرنسية

تجاوزت مشاكل لاعب كرة القدم الدولي الجزائري يوسف بلايلي حدود الملعب والعقوبات التأديبية، لتصل إلى قاعات المحاكم والقضاء الدولي، في قضية قد تحدد مصير ناد فرنسي عريق، فالنجم، الذي يلعب حاليا في صفوف الترجي التونسي، أصبح طرفا رئيسا في نزاع مالي وقانوني خطير اتهم على إثره ناديه السابق أجاكسيو (AC Ajaccio) بالاحتيال والتزوير الموثق، في قضية وصفها النادي بأنها “صراع للبقاء”.

أجاكسيو يستنجد بـ”إنفانتينو” لإنقاذه من “الموت السريري”
بدلا من تناول الخلافات التأديبية المعتادة لبلايلي، يركز المشهد الحالي على البعد الجنائي والقضائي الدولي للقضية. فقد وجهت الإدارة الجديدة لنادي أجاكسيو، الذي يعاني ماليا وفنيا بعد هبوطه إلى دوري الدرجة السابعة، رسالة مباشرة ومستعجلة إلى رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، جياني إنفانتينو.

تضمنت الرسالة مطالبة واضحة بضرورة التدخل الفوري لرفع عقوبة المنع من التعاقدات التي فرضها “فيفا” على النادي، معتبرة أن هذا القرار الظالم بُني بالأساس على وثيقة “مزورة” قدمها اللاعب الجزائري. وأكدت إدارة النادي أن مصير النادي وموظفيه بات على المحك، وأن استمرار العقوبة التي تنبع من “احتيال”، قد يؤدي فعلياً إلى “الموت السريري” لأجاكسيو.

الجدل يدور حول 380 ألف يورو ووثيقة “مزورة”
تكمن تعقيدات النزاع في مبلغ 380 ألف يورو، وهو المبلغ الذي ألزمت محكمة التحكيم الرياضي (كاس) بلايلي بدفعه لناديه السابق الأهلي السعودي في عام 2023. إلا أن المفارقة الصادمة ظهرت عندما حاول اللاعب الحصول على المبلغ ذاته من أجاكسيو، مستخدما وثيقة تدّعي أن النادي الفرنسي ملزم بالدفع.

ما رفع القضية إلى مستوى جنائي هو نفي الأطراف المعنية للوثيقة؛ ففي حين نفى الأهلي السعودي علمه بالاتفاق المزعوم، أعلن المدير العام السابق لأجاكسيو، ألان كالداريلا، عن تقديمه شكوى قضائية يتهم فيها بلايلي بـالتزوير واستخدام المزور. هذا التناقض الصارخ هو ما دفع أجاكسيو لرفع شكوى جنائية أمام النيابة العامة الفرنسية، محولا النزاع من خلاف كروي إلى قضية احتيال دولية تهدد البنية المالية لنادٍ في طور الانهيار.

مستقبل بلايلي في الميزان القانوني
هذه القضية تضع بلايلي تحت مجهر القضاء الفرنسي وتدقيق “فيفا”، وتطرح تساؤلات جدية حول مستقبل اللاعب. فمع تحول النزاع إلى قضية جنائية تُتّهم فيها أطراف بـالتزوير والاحتيال، يصبح مستقبل بلايلي الرياضي مُعلقا على نتيجة التحقيقات القضائية والقانونية، مما يجعله في قلب أعقد نفق قانوني يمر به أي لاعب جزائري في أوروبا.