2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

آشكاين/أسامة باجي
علمت آشكاين من مصادر مطلعة أن هياكل الحزب الاشتراكي الموحد تطرح نقاش إمكانية مقاطعة الانتخابات المقبلة، بعد موجة الاعتقالات التي عرفتها مجموعة من المدن على خلفية احتجاجات “جيل Z”.
المصادر ذاتها قالت إن حزب (PSU) يجد نفسه مُضطراً لتعميق النقاش حول جدوى المشاركة في الانتخابات، مُضيفةً أن النقاشات الداخلية الحالية تعرف أخذاً وردّاً حول مشاركة الحزب في ظل هذه الأوضاع المتسمة بالضبابية والاعتقالات.
ولم تُخفِ المصادر عزمها إخراج هذا النقاش للعلن، غير أنها ترجح أن النقاش سيأخذ مجراه ببرلمان الحزب ليمتد إلى المكتب السياسي للحزب الاشتراكي الموحد، هذا الأخير الذي سبق وعبَّر عن استيائه من المشاورات مع الأحزاب مُعتبراً أنها غير مُجدية في ظل غياب نية مصالحة حقيقية واحتواء للاحتجاجات بدل قمعها.
من جهته، عبَّر الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد، جمال العسري، في تصريح لموقع “آشكاين”، عن قلقه من الأوضاع الحالية، مُشدِّداً على أن “ما وقع دفعهم لطرح سؤال جدي وهو: ما جدوى مشاركتنا في الانتخابات في ظل هذه الأزمة التي تعرفها البلاد؟”.
وأورد العسري أن سؤال جدوى المشاركة طُرح لدى الحزب بعد المشاورات الأخيرة مع وزارة الداخلية، حيث تبيَّن أن الدولة لا نية لها في إصلاح حقيقي، فهي تريد إصلاحات شكلية وفقط.
وشدَّد المتحدث على أن الاحتجاجات التي عرفتها مدن عدة وتوقيف نشطاء حقوقيين عجَّلَت من حضور هذا السؤال عند حزب “الشمعة”، فيما تساءل عن “جدوى المشاركة في الانتخابات التي ستُجرى، في وقت يشهد فيه المغرب خرقاً لفصول ومواد الدستور وأهمها الفصل 25 الذي ينص على حرية التعبير”.
ما حدث، بالنسبة للقيادي اليساري، “سابقة في تاريخ المغرب المعاصر، فالمغرب في عز سنوات الرصاص لم يعرف هذا العدد المخيف من التوقيفات التي جرت في الشارع وأمام كاميرات الإعلام”. مُضيفاً أنه “يستنكر الاعتقالات التي طالت أطفالاً ومرافقين وشباباً ونساءً، تهمتهم أنهم آمنوا بحرية الرأي والتعبير، وخرجوا للاحتجاج من أجل التعليم والصحة والشغل لحفظ الكرامة”.
هذا وزاد العسري بالقول: “في الوقت الذي يطالب فيه الحزب الاشتراكي الموحد بانفراج سياسي، وحلحلة ملفات كالريف ومتابعات نشطاء حقوقيين، تُصِرُّ وزارة الداخلية على اعتقال مواطنين ونشطاء احتجوا سلمياً، وهو ما جعل الحزب يُقِرُّ أن كل المؤشرات تُحيل على غياب جو الديمقراطية المنشودة”.
يُشار إلى أن الحزب الاشتراكي الموحد سبق وقاطع انتخابات 2011، وكان الحزب حينها قد أصدر بيان المقاطعة إلى جانب حزبي الطليعة الديمقراطي الاشتراكي والنهج الديمقراطي. فهل سيتكرر سيناريو 2011 في ظل الأسئلة المطروحة لدى الحزب والتي من المنتظر أن يجيب عنها في اليومين المقبلين؟