2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]

بدأت سلطات سبتة المحتلة أمس الأحد تنفيذ أولى عمليات نقل القاصرين المغاربة إلى إسبانيا، في إطار خطة الطوارئ الخاصة بالهجرة التي اعتمدتها مدريد مؤخراً. وقد غادر أول شاب مغربي، يبلغ من العمر 17 سنة، المدينة نحو مدينة قرطبة عبر رحلة بحرية انطلقت فجراً، في خطوة وُصفت بالرمزية لكونها الافتتاحية لهذا المخطط الذي سيشمل بشكل تدريجي المئات من القاصرين الذين تدفقوا على الثغر المحتل خلال الشهور الماضية.
وتؤكد السلطات وفق مصادر إعلامية إسبانية أن عملية الترحيل لن تُنفذ بشكل جماعي أو استعراضي، بل ستتم فرادى بعد استكمال الإجراءات القانونية والإدارية الخاصة بكل حالة. ويرافق كل قاصر مؤطر اجتماعي أو مربي ضماناً لاحترام خصوصيته، وتفادياً لتحويل العملية إلى ما يشبه حدثاً إعلامياً مفتوحاً، حسب ما شدد عليه المسؤولون الحكوميون.
وأضافت المصادر أن الانتقال إلى شبه الجزيرة يأتي بعد التحقق من ملفات القاصرين لدى مصالح النيابة العامة المكلفة بشؤون الطفولة، إلى جانب إنهاء المساطر المتعلقة بالأجانب. كما جرى التنسيق مع الحكومات الجهوية الإسبانية لتوفير مراكز استقبال، إذ أعلنت عدة أقاليم مثل أراغون والأندلس عن جاهزية عشرات المراكز لاستقبال دفعات جديدة، ضمن حصص توزيع حددتها الحكومة المركزية.
وكان كاتب الدولة المكلف بالشباب والطفولة بإسبانيا، روبين بيريز، قد أكد في زيارته الأخيرة لسبتة أن المرسوم الملكي الجديد يسمح بإطلاق هذه العملية بشكل منظم، مبرزاً أن الهدف هو تخفيف الضغط عن مراكز الاستقبال بالثغور الحدودية التي تأوي أعداداً تفوق طاقتها، حيث تجاوز عدد القاصرين في سبتة وحدها 600 طفل وشاب، يعيش الكثيرون منهم في خيام بالقرب من مراكز الإيواء بسبب امتلائه.
وبحسب الحكومة الإسبانية، فإن عمليات النقل ستستمر خلال الأسابيع المقبلة بوتيرة تدريجية تشمل سبتة ومليلية المحتلتين إلى جانب جزر الكناري، وذلك وفق آجال محددة: 15 يوماً بالنسبة للقاصرين الوافدين بعد إعلان حالة الطوارئ، وأربعة أشهر لمن كانوا موجودين قبل ذلك.