لماذا وإلى أين ؟

التيجيني: عبارة مشبوهة تسللت لمراسلة نشطاء جيل Z الموجهة إلى الملك (وثيقة)

المرجو عدم الاعتماد الكلي أو الأعمى على أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل ChatGPT، في صياغة بياناتكم ومراسلاتكم، خصوصًا تلك الموجهة إلى أعلى سلطة في البلاد.

والدليل على ذلك، تسللُ عبارة غير صحيحة إلى ديباجة رسالتكم المطلبية الأخيرة الموجهة إلى جلالة الملك، حيث جاء في مستهلها:

“بأن مجلس العرش سيظل وسيطًا لأمن الوطن واستقرار شعبه وضمانًا لكرامته”.

والحال أن عبارة “مجلس العرش” لا وجود لها ضمن الهيكلة الدستورية أو المؤسساتية للدولة المغربية.

فالدستور المغربي واضح في هذا الباب: اختصاصات الملك لا يمارسها إلا الملك نفسه، بصفته أمير المؤمنين ورئيس الدولة، ولا وجود لأي مؤسسة وسيطة بهذا الاسم. كما ينص الدستور على “مجلس الوصاية”، الذي يُفترض أن يتولى اختصاصات العرش في حالة شغور المنصب، وهو مجلس لم يعد له أي دور فعلي بعد بلوغ ولي العهد سن الرشد الدستوري (18 سنة).

من المحتمل أن يكون مصدر الخلط عند ChatGPT هو تشابه التسمية مع “مجلس العرش” (Conseil du Trône)، الذي أنشأته سلطات الحماية الفرنسية سنة 1955، وكان جهازًا مؤقتًا يمارس بعض سلطات السلطان خلال فترة المنفى، وهو كيان تاريخي اندثر بمجرد عودة السلطان الشرعي محمد الخامس.

وعليه، فإن التدقيق في المصطلحات المرجعية أمرٌ مهم، خصوصًا في الرسائل التي تُوجَّه باسم جيل يطمح إلى المصداقية والتأثير المسؤول.

كما أنني أطرح فرضية أخرى أكثر خطورة، تستحق التوقف والتحقيق:

ماذا لو لم يكن كاتب البيان مغربيا أصلا؟

فقط شخص أجنبي قد يسقط في مثل هذا الخطأ الجسيم، باستعماله عبارة “مجلس العرش” التي لا وجود لها في البنية الدستورية والمؤسساتية للمملكة. بالنسبة له، قد تبدو كل الملكيات متشابهة، في تجاهل تام لخصوصية النظام المغربي، القائم على مؤسسة إمارة المؤمنين وعلى المركزية الكاملة لشخص الملك في ممارسة الصلاحيات السيادية، دون وجود أي هيئة وسيطة بهذا الاسم.

وهنا أوجه سؤالي، بكل احترام، إلى شباب جيل Z:
هل أنتم فعلا محصنون من أي اختراق محتمل لمنصات تواصلكم؟
هل أنتم متأكدون أن من صاغ البيان الموجه إلى رأس الدولة هو شخص مغربي فعلا، وليس طرفا مجهول الهوية قد يكون أجنبيا أو ذا أجندات خفية؟
أم أنكم، عن حسن نية من بعضكم، تعتمدون على تطبيقات تتيح إخفاء الهويات وسرية الاتصالات، دون استحضار فرضية التلاعب أو الاختراق من جهات لا تتقاسم معكم لا الجنسية ولا النوايا؟

ألا تتفهمون الآن لماذا يطالب كثير من المغاربة بالكشف عن هويات “القيادة المفترضة” للحركة؟
خاصة وأنتم ترفعون شعارات الشفافية، والحكامة، والديموقراطية.

الشفافية التي تنادون بها، هي نفسها ما نرجوه منكم.
فقط لنطمئن على الوطن، معكم ومن أجلكم.

Screenshot

احصل على تحديثات فورية مباشرة على جهازك ، اشترك الآن

من شروط النشر : عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الإلهية، والابتعاد عن التحريض العنصري والشتائم

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

0 تعليقات
Inline Feedbacks
View all comments

يستخدم موقع الويب هذا ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على هذا ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد

0
أضف تعليقكx
()
x