2024 © - أشكاين جميع الحقوق محفوظة - [email protected]
تتويج شاب مغربي بوسام الشجاعة بعد إنقاذه رجلاً من وضع حدّ لحياته في إسبانيا

في لحظة بطولية نادرة، تمكن الشاب المغربي مروان أبطوي، البالغ من العمر 21 عامًا، من إنقاذ حياة رجل من أصل بيروفي حاول الانتحار بإلقاء نفسه من جسر “بيميليناري” في مدينة إلتشي الإسبانية، الذي يبلغ ارتفاعه 47 مترًا. تقديرًا لشجاعته، تم تكريمه من قبل الشرطة المحلية خلال احتفالها بمناسبة عيد شفيعها، سان رافاييل.
بدأت القصة حسب صحيفة “إل باييس” فجر يوم 22 يوليو، حين كان مروان عائدًا من زيارة أصدقائه بعد سهرة لعب جماعي، فصادف رجلاً يطلب منه ولاعة. غير أن الموقف تحول إلى لحظة إنسانية مؤثرة، عندما بدأ الرجل بالبكاء وأخبر مروان أنه فقد عائلته خلال جائحة كورونا وأن حياته لم تعد ذات معنى. حاول الشاب تهدئته ودعاه إلى مرافقته نحو المسجد لطلب المساعدة، لكن الأبواب كانت مغلقة في تلك الساعة المتأخرة.
بعد أن افترقا، شعر مروان بالقلق وقرر تتبعه من بعيد. لاحظ الرجل وهو يتجه مجددًا نحو الجسر، وبعد لحظات شرع في محاولة القفز، فركض الشاب نحوه بسرعة وتمكن من الإمساك به وإبعاده عن الحافة. رغم رفض الرجل التواصل مع أحد، استطاع مروان الاتصال بخدمات الطوارئ التي حضرت بسرعة وأنقذته من محاولته اليائسة.
لاحقًا، تلقى مروان مكالمة من الرجل يشكره فيها على إنقاذه، واصفًا إياه بـ“الأخ الكبير”. هذا الشاب المغربي الذي لم يمضِ على وجوده في إلتشي سوى عشرة أشهر، يدرس حاليًا علوم الإعلاميات في معهد “سيفيرو أوتشوا”، ويعيش في حي كارسوس إلى جانب أفراد من أسرته. يقول بفخر: “نحن بشر، وليس لنا قلوب من حجر، يجب أن نساعد من يحتاج المساعدة”.
وأشارت الصحيفة إلى أن تكريم مروان جاء في وقت تعرف فيه المدينة الإسبانية نقاشًا حادًا حول ملف الهجرة، خصوصًا رفض المجلس المحلي الذي يسيره اليمين المتطرف، استقبال المهاجرين القاصرين غير المرافقين. لكن مروان في مقابلته رفض الخوض في السياسة، مؤكدًا أن الخير والشر لا يرتبطان بالجنسية، بل بالإنسانية ذاتها.